مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم سجى مصطفى عمار

“غادرني”

هذه المرة أنت فشلت، كل تبرير قد قصصته عليّ لم يفي بالغرض، لا يمكنني تصديقك بعد الآن، في تلك المرات العديدة التي مثلت أمامي دور البريء وأنا كالحمقاء أصدق أكاذيبك، نجحت ولكن الوضع هنا اختلف، ما كنت أعرف يوماً بأنك تجيد فن التمثيل هكذا، وبوسعك أقتناء القناع المناسب وخلف كل وجه لك وجه أخر مختبئ، ها أنا اليوم أدفعك بعيداً عني، وأطلب منك مغادرة عالمي بسلام، ما كان يوماً دخولك منبع للخير بل نثرت كل الشر في عروقي، عم الخراب في موطن قلبي ولم يعد يصلح للسكن، لا الترميم ولا الأصلاح يجيد نفعاً، قد تدمر كل شعور وهدم الحب وما تبقى مني سوى كسور لا تصلح لشيء، وتلك الوردة التي كنت تسقيها بصنبورك وكان خزانك ممتلئاً بالسم قد ماتت، وكأنك أشبه بفصول السنة، شمس صيفك كانت تشرق داخلي وتنير العتمة، وربيعك جلب الخضار معه، وها قد حل خريفك الذي أقتلع كل الذي كان، ولازلت أنتظر شتاء رحيلك ودموعي التي تنهار فور حضور غيمة ذكرياتك فوقي، لم أعدّ أريد شيئاً منك إلا الرحيل، وأن تخرج من مكان بابِ الذي أنكسر وإنتبه بأن لا تدعس على كل ذاك الخشب المبعثر، فبرغم كل الذي حصل مازلت أخاف عليك من أن تنجرح ..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم راما مالك العمري .
التالي
المعلقة الكورونية

اترك تعليقاً