أبحاث

بحث جاهز عن الإدارة الإلكترونية

بحـث بعنـوان

لانجاز  الابحاث من افضل الاخصائيين

واتساب

00962795921100

القيـادة الالكترونيـة

 المقدمة:
لقد شهد العالم الكثير من التطورات والتغيرات التكنولوجية المتسارعة، أدت إلى إحداث تغيرات جذرية سواء على مستوى المجتمع أو المنظمة، لذا تتطلب هذه التطورات قيادة ذات رؤية شاملة تتوافق مع هذه التغيرات التي تعتبر وظيفة من وظائف الإدارة. ويعتمد نجاح المنظمات بدرجة كبيرة على القيادات الموجودة فيها، لذا فقد اهتم علماء الاجتماع والإدارة بدراسة الوسائل التي تضمن الإعداد الجيد للقيادات.
تُعد القيادة الإلكترونية نتاجاً لثورة تقنيات الاتصالات والمعلومات، حيث حظى القادة في المنظمات اليوم بالعديد من الأدوات والوسائل. ومن أبرزها توظيف واستخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات في التأثير والتواصل وتنفيذ مختلف المهام الإدارية. لقد ساعدت تلك التقنيات بمختلف أنماطها في أداء مختلف العمليات في المنظمة وتحقيق أهدافها. وبالتالي بدورها تساعد القادة والإداريين على مختلف مستوياتهم على أداء مهامهم المختلفة. ومع تطور تقنيات الاتصالات والمعلومات تنامت الكيانات الإلكترونية من جهة، وبالتالي أصبحت القيادة الإلكترونية مطلباً في تلك البيئات الناشئة لتكون نمطاً حديثاً من أنماط القيادة في تلك المنظمات الحديثة.
وقد أشارت دراسة (Li et al., 2016) إلى أن ممارسة القيادة الالكترونية في المنظمات هي نتيجة لمواجهة التحديات الحرجة التي يواجهها القادة نتيجة لاستمرار ثورة التكنولوجيا الرقمية، فقد بينت أن القيادة الالكترونية تستخدم انترنت الأشياء سعياً منها وراء النمو والابداع الطويل الأجل.
وتعتبر القيادة في المنظمات عنصر مهم وحيوي في حياة تلك المؤسسات واستمرارها وزيادة نشاطاها وعملياتها المختلفة ولهذا نرى أن الإدارات في هذه المؤسسات تبحث عن مواهب القيادة، وتقوم على تدريبها وتطويرها بحيث تكون هذه القيادات قادرة على التعامل مع العمليات الإدارية الكبرى والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، والتعامل مع العلاقات الداخلية والخارجية ومواصلة الإبداع والابتكار ومواكبة التطور في الظروف البيئية المتغيرة.

إقرأ أيضا:بحث عن ظاهرة اطفال متشردين الشوارع

 مفهوم الإدارة الإلكترونية:
– انجاز الوظائف الإدارية بكفاية وفعالية باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات لتحقيق أهداف المنظمة. (بخش،1428)
– منظومة الأعمال والأنشطة التي يتم تنفيذها إلكترونياً وعبر الشبكات. (ياسين،2005)
 مفهوم القيادة:
– فن معاملة الطبيعة البشرية أو فن التأثير في السلوك البشري لتوجيه جماعة من الناس نحو هدف معين بطريقة تضمن طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم. (رضا،2010)
– عملية التأثير على سلوك الآخرين للوصول إلى تحقيق الأهداف المشتركة والمرغوبة (العلاق،2013).
 مفهوم القيادة الالكترونية:
وردت للقيادة الإلكترونية العديد من المفاهيم في الدراسات والبحوث، فمنهم من عرفها بأنها عملية اجتماعية تقودها تكنولوجيا المعلومات، بهدف تغيير نية الأفراد والجماعات والمنظمات. (Spil et al.,2016)
كما تعرف بأنها عملية التأثير الاجتماعي التي تتضمن جميع المساقات البعيدة والقريبة التي تتوسطها تكنولوجيا المعلومات المتقدمة والتي تقوم بتغيير المواقف، المشاعر، السلوك، التفكير والأداء (Van Wart et al.,2016).
وعرفت أيضاً بالقدرة على اختيار واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفعالية لأغراض تنظيمية شخصية. (Van Wart et al., 2017)
ويعرف القائد الإلكتروني: بأنه الفرد الذي يقود العمل والتوجه في بيئة افتراضية (Gheni et al., 2015).
ويستخلص مما تقدم ذكره أن القيادة الالكترونية قيادة غير مرتبطة بزمان ومكان معينين، إذ أن عملية التواصل بين القائد والمدراء لا يوجد بينها أي حدود، فأن اعتمادها الكلي على تكنولوجيا المعلومات مما يقلل من الجهد المبذول للقائد.

إقرأ أيضا:بحث جاهز عن تخطيط العلاقات العامة doc

 أهمية القيادة الالكترونية:
تنبع أهمية القيادة الالكترونية من التغيير في الإدارة الذي يؤدي بدوره إلى التغيير بالقيادة نفسها، بسبب ازدياد المتطلبات التقنية على جميع المستويات للقادة الذين يتوقع منهم أن يكونوا مؤهلين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة (Groysberg,2014). وتؤثر القيادة الالكترونية على ضمان أداء أكثر كفاءة وفعالية لأنواع مختلفة من المنظمات واستكشاف إمكانيات لطرق جديدة في إجراء العمليات التجارية، الإدارية والتنظيمية أو تأسيس منظمات جديدة.
كما تساهم ممارسات القيادة الالكترونية في إحداث تغيير في الأنماط التنظيمية، حيث يقوم القادة بالعمل عن بعد بأنماط قيادية معتمدة بشكل كبير على التواصل الالكتروني، فيجب على القائد ادارته وتنسيقه واتقانه، ومن المهم في هذه الأنماط استخدام الوسائل التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات (Van Wart et al., 2017). ومن أهمها انتشار أدوات اتصال جديدة والتي سهلت الكثير من أعمال القادة وخففت عنهم أعباء الحمل الزائد للاتصالات المتمثلة بالاتصال المستمر بين القائد والعميل (Avolio et al.,2014).
ومن الأسباب التي جعلت المنظمات تستخدم القيادة الالكترونية هو بناء قيمة لمنظمتها وتحقيق الإبداع الذي تقوده تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما وتمكن مهارات القيادة الالكترونية الأشخاص ذوي الخبرة القوية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قيادة طاقم مؤهل للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات وغيرها للعديد من التخصصات من تحديد وتصميم نماذج الأعمال واستغلال الفرص الإبداعية والقدرة على حل المشاكل، وأيضاً فهم مهارات أساسيات العمل والاتصالات. (Ivanova& Arenas,2014)
كما ويلعب أسلوب القيادة ومدى قوتها دوراً كبيراً في نجاح تطبيق القيادة الإلكترونية، وتسعى القيادة الإلكترونية لتأمين الدعم على أوسع نطاق ممكن من خلال قدرتها العالية على كسر الحواجز المكانية والزمانية، كما وتلعب الثقة دوراً مهماً لتحقيق معاملات القيادة الالكترونية (Ramage,2017).
ويظهر من أهمية القيادة الالكترونية أنها تحقق دوراً فعالاً في المنظمة من خلال وجود خبرة وممارسة بتكنولوجيا المعلومات والتي بدورها تسهل التعامل مع الأعمال وحل المشكلات وتساعد في فهم أساليب العمل الناجح، كما توفر الجهد والوقت على كلاً من القائد والموظف.

إقرأ أيضا:بحث جاهز عن مدرسة العلاقات الإنسانية

 متطلبات تطبيق القيادة الالكترونية:
1. حل المشكلات القائمة في الواقع الحقيقي قبل الانتقال إلى البيئة الالكترونية، حيث يجب أن تتواجد سياسة يتم بموجبها تحديد جميع الوثائق والمعلومات مباشرة عبر الإنترنت، وفي هذا الإطار فإن أكبر مشكلة تواجهنا هي مشاكل التوثيق القائمة في الحياة الواقعية.
2. البنية التحتية: إن القيادة الإلكترونية تتطلب وجود مستوى مناسب إن لم نقل عالي من البنية التحتية التي تتضمن شبكة حديثة للاتصالات والبيانات وبنية تحتية متطورة للاتصالات السلكية واللاسلكية تكون قادرة على تأمين التواصل ونقل المعلومات بين المؤسسات الإدارية نفسها من جهة وبين المؤسسات والمواطن من جهة أخرى.
3. توافر الوسائل الإلكترونية اللازمة للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الإدارة الإلكترونية والتي نستطيع بواسطتها التواصل معها، ومنها أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة والهاتف الشبكي وغيرها من الأجهزة التي تمكننا من الاتصال بالشبكة العالمية أو الداخلية في البلد وبأسعار معقولة تتيح لمعظم الناس الحصول عليها.
4. توافر عدد لا بأس به من مزودي خدمة الإنترنت بأسعار معقولة قدر الإمكان من أجل فتح المجال لأكبر عدد ممكن من المواطنين للتفاعل مع القيادة الإلكترونية في أقل جهد وأقصر وقت وأقل تكلفة ممكنة.
5. التدريب وبناء القدرات، وهو يشمل تدريب كافة الموظفين على طرق استعمال أجهزة الكمبيوتر وإدارة الشبكات وقواعد المعلومات والبيانات وكافة المعلومات اللازمة للعمل على إدارة وتوجيه “القيادة الإلكترونية” بشكل سليم وعن طريق معاهد أو مراكز تدريب متخصصة.
6. توافر مستوى مناسب من التمويل، بحيث يمكن التمويل الحكومة من إجراء صيانة دورية وتدريب للكوادر والموظفين والحفاظ على مستوى عالي من تقديم الخدمات ومواكبة أي تطور يحصل في إطار التكنولوجيا والقيادة الإلكترونية على مستوى العالم.
7. توافر الإرادة السياسية، بحيث يكون هناك مسؤول أو لجنة محددة تتولى تطبيق هذا المشروع وتعمل على تهيئة البيئة اللازمة والمناسبة للعمل وتتولى الإشراف على التطبيق وتقييم المستويات التي وصلت إليها في التنفيذ.
8. وجود التشريعات والنصوص القانونية التي تسهل عمل الإدارة الإلكترونية وتضفي عليها المشروعية والمصداقية وكافة النتائج القانونية المترتبة عليها.

9. توفير الأمن الإلكتروني والسرية الإلكترونية على مستوى عالي لحماية المعلومات الوطنية والشخصية ولحماية الأرشيف الإلكتروني من أي عبث والتركيز على هذه النقطة لما لها من أهمية وخطورة على الأمن القومي والشخصي للدولة أو الأفراد.
10. خطة تسويقية دعائية شاملة للترويج لاستخدام القيادة الإلكترونية وإبراز محاسنها وضرورة مشاركة جميع المواطنين فيها والتفاعل معها ويشارك في هذه الحملة جميع وسائل الإعلام الوطنية من إذاعة وتلفزيون وصحف وإقامة الندوات والمؤتمرات. (الصيرفي،2007)
 مزايا القيادة الإلكترونية:
للقيادة الالكترونية العديد من الإيجابيات والتي تستشف من خلال تطبيقها وفيما يأتي سيتم بيان البعض منها على سبيل الحصر وليس إجمالاً (قدوري،2016)، (الوادي،2011)
1. إنشاء قنوات اتصال إضافية بين الزبون ومؤسسات الأعمال ومنظمات المجتمع المختلفة من جهة والحكومية من جهة أخرى.
2. توفير المعلومات والبيانات لأصحاب القرار بالسرعة والوقت المناسبين، ورفع مستوى العملية الرقابية.
3. تقليل تكاليف التشغيل من خلال خفض كميات الملفات والخزائن لحفظها وكميات الأوراق المستخدمة، والإنجاز السريع للمعاملة.
4. توفير البيانات والمعلومات للمستفيدين بصورة فورية.
5. تسويق المنتجات والخدمات محلياً وعالمياً.
6. اجتذاب الاستثمارات من خلال تحديد الفرص الاستثمارية القائمة.
7. تقليل تكلفة الخدمات والأعمال والمعلومات وما يصاحبها من إجراءات متعددة.
8. تبسيط العمليات والإجراءات الإدارية والتخلص من بيروقراطية الأداء.
9. التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات لسد الفجوة الرقمية مع المجتمعات المتقدمة.
 السلبيات المحتملة لاستخدام القيادة الالكترونية:
1. الأعمال الإلكترونية الجديدة أدت إلى إظهار النقص الموجود في قدرات الأشخاص.
2. المشكلات المترتبة على دخول أفراد غير مسئولين إلى النظام.
3. صعوبة بناء مجتمع رقمي في التنظيم ككل والي يشكل أبعاد المدينة الإلكترونية.

4. الحاجة إلى تكاثف الجهود في مختلف التخصصات.
5. تؤثر الأسعار على المبادلات في الأعمال الإلكترونية حيث يستطيع الشخص الوصول إلى موردين أكثر وعطاءات أكثر وهذا يؤدي به إلى الحصول على موردين بأقل أسعار.
6. التخوف من اقتصار الخدمة على مجموعة محدودة من الأفراد.
7. التدخلات السلبية للأفراد المتعاملين مع المنظمة.
8. عدم تأييد الإدارة العليا والقيادات المسؤولة.
9. انخفاض الوعي الثقافي والاجتماعي المتعلق بعمل القيادة الإلكترونية.
10. عدم الاهتمام بالموارد البشرية العاملة على تشغيل النظام والعلاقات الإنسانية. (السالمي،2005)
 أبعاد القيادة الالكترونية:
1. الأداء المتوقع: يوصف الأداء عادة على أنه المسؤوليات التي يقوم بها الشخص في العمل، والتي ترتبط بعدة مزايا يمتلكها الشخص وهي القدرات والمهارات والحوافز المستخدمة لأداء هذه المهارات وذلك لإظهار أداء أفضل في العمل، حيث يمكن أن يتأثر أداء العمل الإجمالي للفرد بمراحل العمل المختلفة، وكذلك بتأثير التوظيفHussain & Mohtar,2017) ) كما ويتأثر من خلال قدرة المدراء على تطوير أداء الموظفين باستمرار والسعي لرفع مستوى أدائهم (علي،2014)، وكذلك التغلب على العقبات التي تخفض من مستوى أدائهم من خلال تهيئتهم على الأداء الالكتروني وتوليد الثقة لديهم بالقيادة (Semuel et al.,2017).
2. الخبرة: الإلمام بمهارات أو مجالات من المعرفة المكتسبة على مدى سنوات من خلال الممارسة الفعلية والتي تؤدي إلى الاتقان والاحترافية. (BusinessDictionary.com)
وقد أشار (Kim,2014) إلى أن القيادة الالكترونية تتمتع بالقدرة على التنبؤ بالطلب الموجه نحو السوق من خلال الإلمام بالخبرات المختلفة، وتمتلك القدرة بالتأثير على سلوك الموظفين من خلال الوسائل الإلكترونية مما يسهل لهم استيعاب متطلبات القيادة الالكترونية والوعي بها، كما وتعمل على توطين خبرات متخصصة في المجالات الرقمية.
3. التأثير الاجتماعي: هو تأثر مشاعر الفرد وتفضيلاته لمن حوله حيث يتبنى آراء وسلوكيات جماعة أو أفراد ويرتبطان معاً بالغايات والمعارف (المستاري،2012).

فالقيادة الالكترونية تمتلك أفكار مبدعة ولها القدرة على حل مشاكل العمل (Arokiasamy et al., 2015)، وتسعى لتحقيق استقرار الموظفين بالعمل على نمو المنظمة من خلال بذل جهود عالية في مهارات التكنولوجيا الالكترونية (Okazaki,2009).
4. الجهد المتوقع: هو الاختلاف في مستوى الجهد الذي يستطيع المرء بذله في نشاط أو مهمة معينة، والجهد المطلوب للحصول عليه أو القيام به (BusinessDicitionary.com). وتقوم القيادة الالكترونية بإسهام الموظفين بنمو المنظمة من خلال بذل جهود عالية في المهارات الالكترونية، وأنها تتمتع بدقة عالية بإيصال التعليمات للموظفين، وتشير الأبعاد إلى بناء قيادة الكترونية تتطلب مستوى عال من الخبرة والاحترافية بالأداء، مع مراعاة البيئة الاجتماعية وتأثيرها العالي في إنجازات القائد وتوضح مدى قدرة القيادة الالكترونية الفعالة في تحقيق أثر قوي على المنظمات. (Van Wart et al., 2017)
هناك وجهة نظر ترى أن القيادة الإلكترونية ستكون ذات حس كبير، وذلك لأن التكنولوجيا الراقية بحاجة إلى عاملين ذوي تخصصات ومؤهلات عالية ومبتكرين وحرفيين نادرين، وهذه التقنيات تتطلب ميزة جديدة لا تعمل وفق سلطة الأوامر وهرمية الاتصالات والمعلومات والتفاعلية الشبكية، وأن هذه القيادة يجب أن تدرك أن القيمة المضافة من خلال العمل المعرفي، وليس من خلال الآلات، كما أن العاملين سيكونون متباعدين جغرافيا لا تربطهم بناية واحدة أو إشراف واحد مباشر، وسينتج ما يسمى بالولاء الإلكتروني للعاملين وبين الزبائن.
 أسباب تبني القيادة الإلكترونية:
هناك الكثير من المبررات التي جعلت كثير من الدول والمنظمات تتسارع في تطبيق القيادة الإلكترونية في إدارتها، حيث بين أهم العوامل التي ساهمت في التحول نحو القيادة الإلكترونية وهي كما يلي:
1. تسارع التقدم التكنولوجي والثورة المعرفية المرتبطة به حيث أدى ذلك إلى إظهار مزايا نسبية عديدة لتطبيقاتها العملية في مختلف مجالات الحياة الإنسانية.
2. الاستجابة والتكيف مع متطلبات البيئة المحيطة، فانتشار مفهوم وأساليب الإدارة الإلكترونية وتطبيقها في كثير من المنظمات والمجتمعات يحتم على كل دولة اللحاق بركب التطور تجنباً لاحتمالات العزلة والتخلف عن مواكبة عصر السرعة والمعلوماتية.
3. توجيهات العولمة وترابط المجتمعات الإنسانية. (زاهية،2015)

 ممارسات القيادة الالكترونية:
إن ضرورة الاتجاه نحو القيادة الالكترونية تكمن في أن المنظمات تستطيع الوصول إلى المهارة والمعرفة من جميع أنحاء العالم حتى تكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية والتواصل بشكل فوري لمحاولة الاستجابة لمتطلبات العملاء والمستهلكين، لذلك تعمل المنظمات على توظيف الأفراد ذوي المهارات الإدارية بالقيادة الالكترونية، وتختلف القيادة الالكترونية عن القيادة التقليدية بأنه لا يوجد تفاعل وجهاً لوجه في مراحله الأولى فقد يقود القادة الالكترونيين إلى التواصل دون الحاجة إلى أي اجتماع مادي (Gheni et al.,2015). كما وتحتاج المنظمات إلى قيادة تنفيذية قوية خالية من الجمود.
من المهم أن يتعاون القادة مع جهات فاعلة لتوليد الالتزام لمتابعة أهداف المنظمة وتحقيقها بكفاءة وفاعلية (Svara,2008)، وإن قدرة القائد على التأثير من خلال تطوير العلاقات يُعد أمراً مهماً بالنظر إلى رؤية المنظمة وقدرتها على تسهيل تحقيق المهام (Yuki,2012)، حيث أن أسلوب القيادة في تحقيق الأهداف وطريقة اتجاه الموظفين قد تغير بشكل كبير بوجود القيادة الالكترونية.
 مهارات القيادة الإلكترونية:
1. مهارات المعارف الإلكترونية: مثل تقنية المعلومات في الحاسبات الآلية وشبكات الاتصالات الالكترونية والبرمجيات الخاصة بها والتعامل الجيد معها.
2. مهارات الاتصال الفعال مع الآخرين: حيث يتطلب هذا الأمر ضرورة تأسيس علاقات عمل جديدة من خلال استخدام جميع أنواع الاتصالات سواء كانت مكتوبة أو شفهية.
3. مهارات إدارية: وهي تتضمن مهارات تحفيز الأفراد الآخرين بالمنظمة نحو العمل الجماعي والتعاون بالإضافة إلى مهارات التخطيط والتنظيم والمتابعة والرقابة.
4. مهارات إبداعية: تتضمن الرؤية المستقبلية للصورة الشاملة للمنظمة التي ترتبط بالتغير الإداري والمالي وخطط ومجالات التمييز للوصول إلى إنجازات عديدة والعمل على استثمار الوقت والجهد لتدريب ونصح ودعم العاملين بالتدريب وسد حاجاتهم. (الشريف وآخرون،2014)
ويجب على القيادين والمديرين في هذا العصر متابعة كل جديد في حقل التقنيات الإلكترونية، وأن يتحلوا بثقافة الإبداع والانفتاح والمرونة والتي تعد من ضروريات هذا العصر، لكي يتمكنوا من التخطيط السليم والجيد للدخول إلى عصر الثورة الرقمية والاستفادة من إمكاناته لتطوير أداء المنظمات ورفع كفاءتها الإنتاجية.
 تحديات تطبيق القيادة الإلكترونية:
تُعد القيادة الموجه الحقيقي للعاملين والعامل المؤثر عليهم، وأي جوانب قصور في ذلك التوجيه سيؤثر حتماً على أداء العاملين وبالتالي تحقيق أهداف المنظمة. ولقد واجهت أنماط القيادة المختلفة العديد من التحديات رغم العلاقة المباشرة بين القائد والتابع. وإذا كانت مثل تلك التحديات على مستوى القيادة التقليدية بأنماطها المختلفة، فكيف سيكون ذلك عند تطبيق ممارسات وأساليب حديثة في القيادة كتوظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات في عملية التأثير، وتغير العلاقة إلى غير مباشرة وعن بعد، فلا شك أن التحدي سيكون أكبر في هذا المجال ويمكن بلورة ذلك التحدي من حيث استخدام تلك الأدوات ومدى توفر البيئة وامكانات القائد لتوظيف مثل تلك الوسائل من هذا المنطلق يواجه تبني القيادة الالكترونية تحديات كبيرة مرتبطة بمدى توظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات، والتكيف معها والتغلب عليها.
ومن المهم معرفة التحديات التي قد تتسبب في تعطيل تطبيق القيادة الإلكترونية، إما لتفاديها أو إيجاد الحلول المناسبة لها، لذا يمكننا تصنيف هذه التحديات كما يلي:
أولاً: تحديات قانونية وتشريعية:
وتتجلى هذه التحديات في النقص التشريعي الكبير الذي يجب أن يؤطر عملية الانتقال إلى القيادة الالكترونية أو ممارستها، وتضع أمام الفقهاء القانونيين تحديات عديدة من أهمها (القريشي،2015).
– التحقق من الهوية عبر الشبكات: حيث يمثل غياب إطار قانوني بالتحقق من الهوية عن بعد، عقبة تقف في طريق إتمام المعاملات عبر الشبكات.
– السداد الإلكتروني: فتتعدد المشكلات القانونية للتبادلات التجارية، ودفع الفواتير والرسوم الحكومية المختلفة، حيث يعتمد نظام السداد الإلكتروني في الدول المتقدمة بصفة أساسية على بطاقات الائتمان. ومن جهة أخرى غالباً ما يتم التحذير من اعتماد العملات الإلكترونية.
– صعوبة توثيق المعاملات والعلاقات بين الإدارات العمومية نفسها من جهة، وبينها وبين المستفيد من الخدمات من جهة أخرى، وثمة إشكالات في ميدان حماية المراسلات الإلكترونية، خاصة في ظل غياب استراتيجيات أمن شمولية (السالمي،2018).
– قصور النصوص التشريعية والقانونية وقواعد المساءلة الجنائية في التعاطي مع الجرائم الإلكترونية، وعدم وجود تعريف موحد لها، بالإضافة لتضارب الجهود في مواجهة هذا التحدي سواء من الجهات الدولية أو المحلية (العجمي،2014).
ثانياً: تحديات البيئة الالكترونية:
تتطلب القيادة الإلكترونية موارد مالية كبيرة نسبياً، وذلك لعمليات التخطيط والاستثمارات وتنسيق المشاريع، وبناء البنية التحتية، وغالباً ما تضع القيادة كأولوية المشاريع الهادفة لتقليل النفقات، وبالتالي قد يتم الإخلال بمبدأ شمولية مشاريع في الإدارة الإلكترونية بسبب نقص الموارد ويكون هناك إهمال لمشاريعها ذات الأهداف التنموية.
ضعف إدارة المعرفة: والتي من المفروض أن تبرز أهميتها من خلال توفير المعلومات لجمع وإدارة ونشر واستثمار المعرفة ضمن إطار تطبيق القيادة الإلكترونية. (لسلوس،2013)
ضرورة توفير العديد من المتطلبات الإلكترونية سواء لضمان استمرارية الخدمة، أو لتأمينها وحمايتها، والتي قد تتطلب تمويل إضافي أو خبرات متخصصة أو أدوات وتقنيات قد لا تتوفر محلياً، بالإضافة إلى ضرورة التحديث المستمر لأنظمة التشغيل لأجهزة الكمبيوتر، والبرامج المضادة للفيروسات، وعمل النسخ الاحتياطية للمعلومات الهامة.
ثالثاً: التحديات المتعلقة بالموظفين:
إذ يمكن أن تظهر العديد من التحديات، حيث ما زال الكثير من القيادات الإدارية، يجهل أمور أساسية في موضوع الإدارة الإلكترونية والقيادة الإلكترونية، ويؤثر ذلك على سير عمل الإدارات لعدم وضوح السياسات والأهداف لهم في النظام الجديد. فمستلزمات القيادة الإلكترونية التي تفرض تغيرات جذرية سواء في التنظيم أو في طريقة العمل، تفرز في نفس الوقت مقاومة للتغيير(دراوسي،2013)، فأغلب الموظفين والقادة الإداريين الذين لهم تأثير في الإدارات والهيئات والعاملين بها هم من أصحاب الخبرة والمؤهلات التقليدية.
– العدد الكبير من الموظفين الذي لا يملكون الحد الأدنى من المعرفة بالوسائل والبرامج الالكترونية، وقلة المعرفة الحاسوبية لدي الإداريين الذين يمتلكون قرار تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل إدارتهم ومؤسساتهم كالجامعات والمكتبات والمستشفيات.
– عزوف الخبراء والكفاءات المتميزة، خاصة ذات التأهيل التقني العالي عن العمل في القطاع العام والإدارات والهيئات الحكومية لضعف الرواتب وقلة الحوافز، وتسربها للأعمال الخاصة أو القطاع الخاص. (عبيد،2013)
رابعاً: مخاطر الأمن والخصوصية على الشبكة:
يمكن أن يُحدث التوجه لتطبيق القيادة الإلكترونية هواجس ومخاوف أمنية. مع العلم أن التكنولوجيا المتقدمة وهندسة الأنظمة تستطيع توفير ضمانات في مجال أمن المعلومات، وتستطيع التحكم بطريقة أفضل بالمعلومات الحساسة المتاحة للعموم. ومن جوانب الأمن المعلوماتي ما يلي:
– الجانب الأمني التقني: ويتعلق بالأنظمة التقنية والشبكة والأجهزة والبرامج المستفادة منها.
– الجانب الإنساني: ويتعلق بتصرفات الإنسان المستفيد والمستخدم.
– الجانب البيئي: ويقصد به البيئة الطبيعية المحيطة بالتقنيات المستخدمة. (دودج،2006)
خامساً: المعوقات الإدارية:
وتتمثل في غموض المفهوم حيث ما زال الكثير من القيادات الإدارية يجهل هذا المصطلح، لذلك فإن الأمر يحتاج إلى توضيح المفهوم وتوفير الأرضية الفكرية له في المنظمات. وتتمثل أيضاً في مقاومة التغيير حيث أن تطبيق القيادة الأردنية وإعادة توزيع المهام والصلاحيات مما يستلزم تغييراً في القيادات الإدارية والمراكز الوظيفية. (الخالدي،2007)
سادساً: المعوقات المادية:
وتتمثل في الحاجة الكبيرة إلى الإمكانيات المادية لتوفير تقنية المعلومات خاصة على مستوى الدولة ككل، كما أن هذه التقنية في تطور مستمر، الأمر الذي يجعل اللحاق بهذه التطورات صعباً، حيث أن هذه التقنية متشابكة ومتكاملة. (الكمار،2005)،
وهناك تحديات عرضية تتعلق بعيوب التصميم والتشغيل، في مختلف مكونات القيادة الإلكترونية من الشبكات وطريقة تصميمها إلى البرمجيات المستخدمة وخوارزميات التشفير… إلخ، بالإضافة إلى أن التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يحتاج إلى متابعة وخبرة في مجال أمن وحماية المعلومات.

 القادة الإلكترونيين:
يُعد القادة أحد أهم المحركات الرئيسية في المنظمة، من خلال تأثيرهم على سلوك الأفراد لتحقيق أهداف المنظمة. وقد أفرزت الكيانات الالكترونية أهمية توفر قادة إلكترونيين ذوي معارف ومهارات وقدرات تمكنهم من قيادة تلك الكيانات. وبالتالي تطبيق القيادة الإلكترونية كاتجاه حديث في القيادة. وفي هذا السياق أشار أولريتش (2013) أنه بتطور التقنيات وتأثيرها المتنامي على مختلف المنظمات، فإنه يتطلب من القائد أن يعمل على إحداث التغيير، نظراً لتطور تلك التقنيات وإمكانية استخدامها في إحداث التغيير من قبل القادة. ويُعد القادة الإلكترونيين اليوم مطلباً أساسياً لقيادة الكيانات الإلكترونية، فعلاوة على خصائص القادة الأساسية من مهارات فكرية وإنسانية وفنية ينبغي للقادة الإلكترونيين أن يتميزوا بمعارف وقدرات استخدام وتوظيف التقنية ووسائطها المختلفة، كما ينبغي إدراك أهمية تلك التقنية وكيفية تطبيقها وتوظيفها في مختلف المنظمات.
كما أشار (Welsum and Lanvin,2012) أن مهارات القادة الإلكترونيين تتمثل في القدرة على استغلال الفرص التي توفرها تقنيات الاتصالات والمعلومات، وخاصة تقنيات الإنترنت لضمان أداء أكثر كفاءة وفعالية في مختلف المنظمات، لاستكشاف إمكانية توافر طرق جديدة لممارسة الأعمال والتأثير على العاملين.
وعلى القادة الإلكترونيين أن يميزوا أنفسهم في مجالات رئيسية من القيادة والتي تتجلى في القيادة الشخصية والقيادة الاستراتيجية والقيادة التواصلية والقيادة التحفيزية والقيادة الإلكترونية. وتتمثل القدرات المتوقعة من القادة الإلكترونيين لقيادة الكيانات الإلكترونية في القدرة على بناء الخطط الواضحة والمنظور السليم لقيادة الكيانات الإلكترونية، اختيار فريق العمل لاستيعاب والمحافظة على ذوي المواهب المتعددة، تعزيز الثقافة المهنية العالية، المخاطرة، القدرة على التفكير، التسامح حيال الغموض والاضطراب، القدرة على تعزيز العلاقات، وتطوير ثقافة تبادل المعلومات.
كما أشارت ((Liliana,2014 أنه يمكن للقادة الإلكترونيين أن يحولوا التحديات إلى فرص من حيث العمل النشط والتكيف، وتطوير المهارات التقنية، والاختيار الأفضل للتقنيات المستخدمة في بيئة العمل المختلفة. وحيث تُعد التقنيات المتسارعة عامل إضافة في مختلف المنظمات، ينبغي على القائد الإلكتروني أن يدرك تلك المساهمة التي يمكن أن تضيفها مختلف التقنيات على مستوى أداء العمل والعاملين على حد سواء.
إن قدرات القادة الإلكترونيين قادرين على تحقيق القيادة والإبداع على مستوى المنظمة، ودمج تقنيات الاتصالات والمعلومات، والقدرة على التنبؤ بالمستقبل وكيفية الوصول إليه، وأن يكون منتجاً شخصياً مع التقنية، وتوظيف التقنيات لحل المشكلات المتعددة، والقدرة على التعامل مع الآخرين خارج نطاق العمل.
ونظراً لتغير طبيعة المنظمات وتحولها إلى البيئات الإلكترونية، وكذلك تطور معارف ومهارات الأفراد العاملين في تلك المنظمات، فإن لذلك أهمية لتوافر خصائص محددة في القادة الإلكترونيين لتلك المنظمات، ومن أهم تلك السمات القدرة على بناء وإدارة فرق العمل الافتراضية وعن بعد، والقدرة على إتقان مهارات التواصل الإنساني عن بعد مع مختلف الأفراد ذوي الفروقات الفردية المتعددة، إضافة إلى أهمية التشارك في البيانات والمعلومات وتنظيمها بما يساعد على استخدام تلك التقنيات بكفاءة في تلك الكيانات الإلكترونية. كما ينبغي للقادة الإلكترونيين التكيف مع مختلف التغييرات المتسارعة في مجال القيادة وأدواتها الحديثة المستخدمة، وذلك بما يحقق من الاستخدام الأمثل لتلك التقنيات ووسائطها المتعددة والمتطورة، إضافة إلى أهمية ابتكار وسائل وأدوات حديثة تساهم في تحقيق أهداف تلك الكيانات الإلكترونية وتحقيق عملية التأثير على الأفراد لتحقيق تلك الأهداف، وتطوير تلك الأدوات والوسائل. ولتحقيق تلك السمات يتطلب هذا بدوره الإعداد المناسب للقادة الإلكترونيين تأهيلاً وتطويراً وأهمية الاختيار المناسب منهم لأداء مثل هذه الأدوار المحتملة.
وحيث تختلف مهارات القيادة الإلكترونية عن المهارات المتعارف عليها في أنماط القيادة التقليدية، نظراً لاختلاف القادة والبيئات الإلكترونية، وكذلك الوسائط المستخدمة، وأشار (Dasgupta,2011) أن من أهم المهارات للقادة الإلكترونيين ما يلي: الحاجة إلى المهارات العالية في مهارات التواصل الكتابي عبر وسائط التقنية، ومهارات عالية في التواصل الاجتماعي مع الأتباع، وعقلية متعددة ومنفتحة على الثقافات المتعددة. والعاطفة والحساسية نحو الأتباع، والعمل المتواصل دون التقيد بأماكن وأوقات عمل محددة. وحيث مكنت تقنيات الاتصالات والمعلومات من التشارك الواسع في المعرفة ونقلها داخل وخارج المنظمة. فذلك يتطلب مهارات عديدة من القادة الإلكترونيين من حيث التنسيق وإدارة تلك المعرفة والمعلومات على حد سواء.
وما ينبغي أن يشار إليه أن القيادة الإلكترونية لا تركز على المعلومات والمعرفة وإدارتها فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى التواصل مع الأفراد وتأطير العلاقات بينهم والتأثير عليهم، الأمر الذي يتطلب إعادة تشكيل أنماط القيادة من خلال الكفاءات والمهارات والموارد الجديدة، مما يتطلب مهارات جديدة من القادة لتحقيق ذلك التفاعل، وهو الأمر الذي يتطلب وجود قادة الكترونيين في تلك المنظمات.
 المنهج العملي المقترح لتبني القيادة الإلكترونية:
تُعتبر القيادة الإلكترونية اليوم والحاجة إليها في مختلف المنظمات واقعاً ملموساً للتطورات المتسارعة في تقنيات الاتصالات والمعلومات، وتنامي الكيانات الإلكترونية في مختلف المجالات. ولا شك أنه ليس هناك نماذج أو آليات عمل متفق عليها بين المنظمات والقادة الإداريين لتبني القيادة الإلكترونية، إلا أنه يمكن القول: إنه يمكن تصور منهج مقترح ذا خطوات عملية يمكن التفكير به وإتباعه في مختلف المنظمات لتطبيق تلك الممارسات الحديثة، ويتطلب هذا النموذج العملي المقترح العديد من المحركات الفاعلة على مستوى أي منظمة تتمثل في جودة التنظيم الإداري في تلك المنظمات، وتوفر القيادة الداعمة والفاعلة، والقادرة على إدارة التغيير، وتوفر البيئة التنظيمية المناسبة، والموارد المالية المناسبة لتوظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات اللازمة وتطوير الكفاءات البشرية التي يمكن من خلالها تطبيق القيادة الإلكترونية، ويجسد الشكل التالي المنهج العملي المقترح لتطبيق القيادة الإلكترونية.

وتتحدد خطوات المنهج على النحو التالي:
1. إدراك أبعاد القيادة الإلكترونية:
لتطبيق أي أسلوب في القيادة لا يمكن أن يكتب له النجاح دون إدراك القيادات في المنظمات لأبعاد ذلك النمو ومنها القيادة الإلكترونية، فهم القادرون على تبني هذه المفهوم في القيادة وتطويره، وتوفير الموارد اللازمة للتطبيق. لذا لابد من تفهم أبعاد القيادة الإلكترونية، ويتأتى ذلك من خلال إدراك أن تقنيات الاتصالات والمعلومات مكنت بتوفر وسائل وطرق عديدة لأداء العمل، كما خلقت قيم جديدة في بيئات العمل، وهذا النقلات تتطلب التكيف مع تلك التغيرات وخاصة في مجال القيادة، ومنها القيادة الإلكترونية عند استخدام تلك الوسائل ((Avioli, Kahai,2000
وتتحدد أبعاد القيادة تلك في توفر بنى تنظيمية وكيانات حديثة تتسم بعلاقات ووسائل عمل مختلفة وأفراد ذوي معارف ومهارات مختلفين عما سبق، كما تتحدد تلك الأبعاد في توفر البيانات والمعلومات وإتاحتها وإمكانية الوصول إليها بعدة طرق ووسائل، إضافة إلى توافر فرق عمل افتراضية وطرق تواصل متعددة بهم. كما تتحدد تلك الأبعاد في خلق تشارك واسع للمعرفة وتبادل واسع للمعلومات.
ويتأتى ذلك من خلال القناعة بتأثير تقنيات الاتصالات والمعلومات وأهمية استخدامها في أداء العمل في مختلف المنظمات ومن القناعة بأسس تلك القيادة الإلكترونية وتحدياتها وآثارها على أداء العمل والعاملين، وهناك حاجة ماسة إلى استراتيجية فاعلة تركز على تحقيق المعرفة الكاملة بالقيادة الإلكترونية ومتطلباتها الأساسية، حيث يمكن أن لا تراوح القيادة مكانها وستظل كما هي تمارس وفق ثوابتها الأساسية، إلا أنها في ظل القيادة الإلكترونية ينبغي أن تتم من خلال توظيف المستحدثات التقنية في كل عصر، فينبغي المعرفة التام بخصائص القيادة الإلكترونية وما يمكن أن تركز عليه، ومكوناتها الرئيسية التي تعتمد على أسس القيادة ومتطلبات العمل وتوظيف التقنية وتحقيق التأثير على السلوك وتحقيق النتائج بما يحقق أهداف المنظمة. فالمعرفة مرتكز أساسي في تطبيق القيادة الإلكترونية والتي يصاحبها أهمية توفر كفايات ومهارات لدي القادة الإلكترونيين تمكنهم من استخدام التقنية وتوسيع أوجه التواصل بين العاملين والمتعاملين مع تلك المنظمات. ويبرز هنا أهمية بناء الاستراتيجيات الفاعلة التي تحقق تلك المعرفة وتهيئة بيئات العمل لتمارس فيها القيادة الالكترونية بكفاءة.

2. قياس مستوى الجاهزية لتبني القيادة الإلكترونية:
لضمان تطبيق مفهوم القيادة الإلكترونية ينبغي تشخيص جاهزية الكيانات التنظيمية في المنظمات، وهو ذلك القياس الذي يستهدف مدى جاهزية الاستعداد والرغبة للحصول على المنافع الناتجة من استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات سواء على مستوى البلد أو المجتمع أو المنظمات (Dada,2006).
وذلك بالإضافة إلى قدرات القادة في تلك المنظمات، وذلك من حيث مدى توافر أدوات ووسائل تقنيات الاتصالات والمعلومات وحداثتها والتي تمكن بدورها من تطبيق وتفهم القيادة الإلكترونية. وكذلك قياس قدرات وكفايات القيادات الإدارية ومدى استعدادها وجاهزيتها على تطبيق مفهوم القيادة الإلكترونية وإحداثها للتأثير في الأداء للعاملين من خلال استخدام تلك الوسائل والوسائط التقنية. ويمكن أن يتم ذلك القياس داخلياً ضمن أطر المنظمة التنظيمية من خلال الوحدات المسؤولة عن التخطيط والتطوير في تلك المنظمات وكذلك خارجياً من خلال الاستعانة بالجهات أو الأفراد المعنيين بعملية، فمن خلال الحصول على بيانات ومعلومات حول جاهزية المنظمة وكفاءة القيادات الإدارية بها، يمكن التعرف على إمكانية تطبيق مفهوم القيادة الإلكترونية في المنظمات.
3. تهيئة وتطوير الكيانات والبيئات التنظيمية:
تتطلب القيادة الإلكترونية تهيئة الكيانات الإلكترونية والعمل على تطويرها باستمرار وتتطلب هذه التهيئة بنى تقنية متكاملة بما تتضمنه من عتاد مادي وبرمجيات وتطبيقات تقنية متنوعة. وهذه بدورها تعد عاملاً حاسماً في تطبيق القيادة الالكترونية بشكل أمثل، كما يتشكل مستقبل القيادة الإلكترونية من خلال التوجهات الاقتصادية الحديثة، والتي تلعب دوراً كبيراً في تهيئة الممارسة الفاعلة لتلك القيادة في بيئات الكترونية فاعلة.
4. بناء القدرات التقنية:
ولتطبيق القيادة الإلكترونية يتطلب أن يكون هناك بناء فاعل للقدرات التقنية التي تتسم بالمعارف والمهارات والقدرات العالية التي تمكنها من قيادة تلك المنظمات. ويأتي بناء تلك القدرات من خلال الإعداد والتأهيل المناسبين لتلك الكفاءات التقنية من حيث القدرة على استخدام وسائط التقنية المتعددة وإتقان مهارات التواصل الافتراضي وبالتالي تحقيق التأثير الأمثل في السلوكيات بما يساهم في تحقيق أهداف المنظمة، وتوظيف تلك التقنيات لتحقيق تلك الأهداف بكفاءة. كما يتطلب ذلك التطوير المستمر لتلك القدرات من خلال التدريب النوعي المناسب لاحتياجات المنظمات والعاملين بها. وبما يتلاءم\2 مع أحدث التطورات في مجال التقنية بما يساعد على تطبيق القيادة الإلكترونية في المنظمات.
5. تبني القيادة الإلكترونية:
وهي مرحلة التطبيق للقيادة الإلكترونية في المنظمات وممارسة عملية التأثير على العاملين والأداء في تلك المنظمات، وتعد هذه المرحلة ترجمة فعلية لفهم أبعاد القيادة الإلكترونية وممارسة واقعية لكافة أدوات ووسائل تقنيات الاتصالات والمعلومات المتاحة في المنظمة، وهذ المرحلة ينبغي أن تتم بشكل تدريجي حتى يتم استيعاب كافة وسائل وتقنيات الاتصالات والمعلومات. وقد تحتاج هذه المرحلة إلى برامج تثقيفية وتوعية كاملة لاستيعاب عملية التغيير التقني وكذلك برامج تدريبية، وتشتمل هذ المرحلة على ما يلي:
– تحديد طبيعة الأعمال في المنظمة.
– تحديد الأدوات والوسائل.
– ضبط ومتابعة عملية التبني وتصحيح الانحرافات.
6. التقويم والتطوير:
وهي مرحلة قياس وتقويم عملية التطبيق للقيادة الإلكترونية، وينبغي أن تستند هذه العملية على مؤشرات محددة من أهمها كفاءة الوسائل المستخدمة، حجم التأثير على العمل، حجم التأثير على العاملين، السرعة في الأداء، الإنتاجية. ومن خلال تلك المؤشرات ينبغي تطوير ممارسات القيادة الإلكترونية من القادة في المنظمة، وتشمل هذه العملية تطوير الأدوات والوسائل، تطوير قدرات القيادة الإدارية في استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات.

المراجع العربية:
1. بخش، فوزية (1427هـ)، الإدارة الالكترونية في كليات التربية للبنات بالمملكة العربية السعودية في ضوء التحولات المعاصرة، رسالة دكتوراة، جامعة أم القرى، مكة، السعودية.
2. الحسن، حسين (2011)، الإدارة الالكترونية – المفاهيم– المتطلبات، الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
3. الخالدي، محمد (2007)، التكنولوجيا الإلكترونية، ط1، عمان، الأردن، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع.
4. دراوسي، مسعود، مسعود، آدم (2013)، مداخلة بعنوان: “الحكومة الإلكترونية متطلباتها ومعوقات تطبيقها”، الملتقى العلمي الدولي حول: متطلبات إرساء الحكومة الإلكترونية في الجزائر ، البليدة: جامعة سعد دحلب.
5. دودج، ايان (2006)، الإدارة الالكترونية، ترجمة عبد الحكيم أحمد الخزامي، ط1، القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزيع.
6. رضا، هشام (2010)، تنمية مهارات الاتصال والقيادة الإدارية، دار الراية للنشر والتوزيع، الأردن.
7. زاهية، قايد (2015)، الإدارة الالكترونية وتحسين أداء أعمال المؤسسات، جامعة عبد الحميد بن باديس، الجزائر.
8. السالمي، علاء (2018)، الإدارة الإلكترونية، عمان: دار وائل للنشر.
9.السالمي، علاء (2005)، شبكات الإدارة الإلكترونية، ط1، عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.
10. الشريف، عمر وعبد العليم، أسامة وبيومي، هشام (2014)، الإدارة الإلكترونية – مدخل إلى الإدارة التعليمية الحديثة، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
11. الصيرفي، محمد (2007)، الإدارة الإلكترونية، ط1، الإسكندرية، دار الفكر الجامعي.
12. عبيد، عبد الباسط (2013)، مداخلة بعنوان: أهمية تدريب الموارد البشرية لتطبيق الحكومة الالكترونية في الجزائر”، الملتقى العلمي الدولي حول متطلبات إرساء الحكومة الإلكترونية في الجزائر – دراسة تجارب بعض الدول، البليدة، جامعة سعد دحلب.
13. العجمي، عبدالله (2014)، المشكلات العملية والقانونية للجرائم الإلكترونية: دراسة مقارنة، مذكرة ماجستير غير منشورة، تخصص القانون العام، جامعة الشرق الأوسط، عمان، الأردن.
14. العلاق، بشير(2013)، القيادة الإدارية، دار اليازور، عمان، الأردن.
15. قدوة، محمود (2010)، الحكومة الإلكترونية والإدارة المعاصرة، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
16. قدوري، سحر (2016)، الإدارة الإلكترونية وإمكانياتها في تحقيق الجودة الشاملة، مجلة المنصور، العدد 14، الجامعة المستنصرية.
17. القريشي، عمر (2015)، أثر الحكومة الإلكترونية في الحد من ظاهرة الفساد الإداري، بيروت، منشورات الحلبي الحقوقية.
18. لسلوس، مبارك (2013)، مداخلة بعنوان “مقومات التحول إلى الحكومة الالكترونية في الجزائر، الملتقى العلمي الدولي حول متطلبات إرساء الحكومة الإلكترونية في الجزائر، البليدة: جامعة سعد دحلب، ص8.
19. الكمار، رأفت (2005)، الحاسوب والأمن القومي، القاهرة: دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع.
20. المستاري، محمد (2012)، التأثير الاجتماعي لوسائل الاتصال الجماهيري، www.diwanalarab.comيوم الدخول الخميس 8 أكتوبر 2020.
21. الوادي، محمود (2011)، المعرفة والإدارية الإلكترونية: وتطبيقاتها المعاصرة، عمان: دار صفاء.
22. ياسين، غالب (2005)، الإدارة الإلكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية، الرياض، معهد الإدارة العامة.
المراجع الأجنبية:
1. Arokiasamy, A. R., Abdullah, A. G., & Ismail, A. (2015). Correlation between cultural perceptions, leadership style and ICT usage by school principals in Malaysia. Procedia – social and behavioral sciences, 176K 319-332.
2. Avolio Bj, Jsosik JJ, Kahai SS and Baker B (2014). E-leadership: Re-examining transformations in leadership source and transmission. Leadership Quarterly 25(1): 105-131.
3. Avolio, J., Kahai (2000). E-leadership Implications for theory, research, and practice. The Leadership Quarterly. 11(04), 615-668.
4. Dada, D. (20000. E-Readiness for Developing Countries: Moving the focus from the environment to the users, The Electronic Journal on Information Systems in Developing Countries, 27(6), 1-14.
5. Dasgupta P., (2011). Literature Review: E-Leadership, Emerging Leadership Journeys, Regent University, 4(1), 1-36.
6. Discretionary effort. BusinessDictionary.com. Retrieved October 8,2020, from website: http://www.businessDictionary.com/definition/discretionary-effort.html.
7.Empirica (2014). E-Skills for jobs in Europe. Retrieved (08.10.2020) from:http://eskillsmonitor2013.eu/fileadmin/monitor2013/documents/MONITOR_Final_Report.pdf.
8. Gheni, A. Y., Josoh, Y. Y., Jabar, M. A., Ali, N. M., Abdullah, R. H., Abdullah, S., & Khalefa, M. S. (2015,August). The virtual teams: E-leaders challenges. In e-Learning, e-Management and e-Services, 2015 IEEE Conference on (pp. 38-42). IEEE.
9. Groysberg, B. (2014). The seven skills you need to thrive in the C-suite. Harvard Businedd Review 08 October 2020.
10. Hussain, H. & Mohtar, S. (2017). Person Job-Fit and Job Performance among Non-Governmental Organization Workers: A Conceptual Framework International Journal of Accounting, Finance and Business, 2(5), 108-122.
11. Ivanova, V., & Arenas, A. (2014). E-leadership skills for smes-challenges to the universities. Economic and Social Development: Book of Proceedings, 256.
12. Kim, S. (2014). Local electronic government leadership and innovation: South Korean experience. Asia Pacific Jounal of Public Administration, 30(2), 165-192.
13. Li, W., Liu, K., Belitski, M., Ghobadian, A., & O’Regan, N. (2016). E-Leadership through strategic alignment: An empirical study of small-and-medium-sized enterprises in the digital age. Journal of Information Technology, 31(2), 185-206.
14. Liliana, S. (2014). Virtual teams: opportunities and challenges for E-leaders, Social and Behavioral Sciences, 110(24) 1251-1261.
15. Okazaki, S. (2009). Social influence model and electronic word of mouth: PC versus mobile internet. International Journal of Advertising, 28(3), 439-472.
16. Ramage, S. D. (2017). A leadership Transiton: An Examination of the Transition from Face-to-face Leadership to Remote Leadership in A Retail Sales Context (Doctoral dissertaion, The George Washingtom University)
17. Semuel, H., Siagian, H., & Octavia, S. (2017). The effect of leadership and innovation on differentiation strategy and company performance. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 237, 1152-1159.
18. Spil, T., Kijl, B., & Salmela, H. (2016, April). Digital Strategy Innovation, Toward Product and Business Model Innovation to Attain E-Leadership. In International Conference on Mangement, Leadership & Governance (P 321). Academic Conferences International Limited.
19. Svara, J. H. (2008). Strengthening Local Government Leadership and Performance: Reexamining and Updating the Winter Commission Goals. Public Administration Review, 68, S37-S49.
20. Van Wart , M., Roman, A., Wang, X., & Liu, C. (2016). Operationalizing the definition of E-leadership: Identifying the elements of E-leadership. International Review of Administrative Sciences.
21. Van Wart , M., Roman, A., Wang, X., & Liu, C. (2017). Integrating ICT adoption issues into (e-) leadership theory. Telematics and Informatics, 34(5), 527-537.
22. Welsum, D. (2012). E-leadership Skills: Vision Report, INSEAD. Retrived, Oct,8,2020, form: http://eskillsvision.eu/fileadmin/eskillsvision/documents/vision%20report.pdf.
23. YukI, G. (2012). Leadership in organizations (8th ed.). London: Pearson.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الفرق بين الشك والريب والظن
التالي
بحث علمي عن البيئة

اترك تعليقاً