( النكرومنفردة )
كنت دائمًا ما أبدأ حديثي بهذه الجملة “حان الآن موعد ترسيخك في سطوري” أما الآن لعنة الله عليك وعلى تلك السطور التي أفنيتُ شهور عمري في كتابتها وتخيّلك.
اذهب يا عزيزي فقد أصبح الأمل محرّمًا عليّ، أنا التي جلبت لنفسي كل تلك المساوئ، لم أكن أدرك أن بعض الكلاب ليست أوفياء، هنالك كلاب مسعورة لا تُخلّدُ داخلك من قبضتها إلا الآلام ولا تتخلّى عنك إلا بعدما تنهش آخر جزء منك، لكي لا تستطيع التمسك بشيء سوى الأوهام.
لم يعد هنالك تخليد وترسيخ للسطور، أؤمن أنك مخلد داخل قلبي مهما حدث من الأمور، ولكنك أثقلت كاهلي وأفنيتني داخل الألم، لماذا؟ فأنا لم أحمل لك سوى الحب والأمل
أهملتني رغم تحذيري لك بألا تخسرني، أعذرك فأنت لم تقدر قيمتي ولم تعرفني فجهلتني،لم يعد هنالك تخليد يا عزيزي أنهيتني وكسراج نورٍ في ليلةٍ مقمرةٍ لا فائدة منه فأطفأتني، كنت أعتقد أن كلامك كالسيف وستنفذ ما تقول، لم أكن أعلم أنك ستنهيني كالسم المرقوم.
لم يعد هنالك تخليد يا عزيزي فلا تهابني، أنا التي تحاول الآن أن تلقي نفسها منها،
أن أقِفَ على حافة عقلي وأنتحر في حجرات قلبي، فقد ذللتُ قلبي للذين لا يهابون حتى الله فهل سيراعون قلب فتاة!
لم يعد هنالك تخليد يا عزيزي فانسني وأكمل كما أكملت حياتك العسرة وأنهيتني، يا ليت ما كان سرًّا بقي سرًّا ودُفِن وطُمِر، لم أكن أعلم بأن وئامك أهم وأعلى من منزلتي على قلبك لعنة الله لتحلّ على جسدك.
لم يعد هنالك تخليد يا عزيزي فأكمل طريقك ولتحلّ عليك لعنتي أينما ولّيتَ وجهك، فلم يعد هنالك تخليد ياعزيزي لكن أرجوك لا تخسرني وتنسني أنا بقلبي ندوب منذ سنين شوّهتني.
لا تأتي أنت أيضًا لتغلق على قلبي مرّةً أخرى وتُنَدِّمني، لم يعد في قلبي متّسع لكسرٍ آخر فقد تغلّف البياض في قلبي حتى غَدى كنقطة بيضاء على رغيف خبز أمي، وتكلّف أنت من ترفّع عني وتعفّف وكالغبي أهملني وذهب للترف وترهّف، لا تنتظر منّي العودة طالما أنك لا تحرّك ساكنًا، حان الوقت لكي أرى يدًا رجولية تقول أنا فاعلٌ.
اذهب يا عزيزي لم يعد هنالك تخليد، جعلك الله تراني أينما ولّيت وجهك ولا تنساني تعيش بهيام وتتمنّاني، تتمنى الموت ولا تنسى أيامي، آذاقك الله وجع آلامي.
لا سامحك الله ولا عفى عنك ليريك مرارة خذلاني، يا سبب كلّ أحلامي التي تحطّمت وصنعت منّي جُثماني.
تالا محمد الجمزاوي
Comments
0 comments
