مقالات ونصوص متنوعة

أتساءل، بقلم: ملاك عبدالله خديجة

 

( يامَا عيُون شَغلوني ، لكن ولا شَغَلوني ، إلّا عيُونَك إنتَ ، دُول بسّ الّي خَدُوني وبحُبَّك أمَرونِي ).

 

لأُمّ كلثُوم أُدندِن كالعادَة بصوتِي المتواضِع الدَّافئ بعضَ الشَّيء .

 

كُنتَ تسمَعُ دندَناتي ولا أدري أنّك خَلفي .

فجأة شعرتُ بدفءِ أنفاسَك حُولي يقترِب كدتُّ ألتَفِت حتّى بادرتَني بصوتكَ الرّقيق ذَاك :

أيُّ عيُونٍ شغَلَت مُدلّلة قَلبي ؟

أيُّ عُيونٍ تلك الّتي جعلتَها تُغنّي وهي في أوجِ العِشق ؟

نظرتُ إلى عينيكَ وقلبي يكادُ أن يُصبِحَ بينَ يدَيك ، وقلتُ لك :

 

باللهِ علَيك ، أبعد عيُونكَ أنت عيُوناً تُعشَق ؟

ذاك العسَل الممزُوج بالقلَيل منَ النّعنعَِ أحسّ أنّه قطعةً من الجنّة وُضِعَتْ بجزءٍ من أجزائك أنتْ ،

 

وأنتَ قُربي يَا شهدَ الحُروف أشعُر أنّ الدّنيا بأسرِها مِلكُ يديّ ، أملِكُ من الفرحِ أطناناً كثِيرة ،

قلبي يُحلِّقُ كعُصفورٍ صغَير ، يرقصُ ويرقصُ وكأنّ بداخِلهِ عرسٌ سرمديٌ لانهايةَ لَه ،

 

وأنتَ قُربي أرى رُوحي تُعانقُ روحك ،

 

أرى عينيَّ تلتَصِقُ بوجهكَ وكأنّه زهرةٌ وكأنّهُنّ فراشَاتٌ تهوَى الرَّحيق ..

إقرأ أيضا:” الليلة باردة ” بقلم هداية عبد الرحيم الكحلوت.

 

وأنتَ قُربي أنَا مَلاكٌ ، ملاكٌ لايعرِفُ سِوى أن يُضيءْ ،

 

أتسَاءلُ يارهافةَ شُعوري لو أنّي لم أُحبُّك أنْت كيفَ سيُنجِب قلَمي الحُروف ؟

 

وهلْ في غيرِ حضرتكَ أنتَ ترقُصُ الكلماتُ على الورَق لتَعقُدَ قصيدةً مجنونةً مثلُ حُسنِك ؟

 

أتسَاءلُ لَو لمْ أُحِبُّك أنتَ كيفَ لبشرِتي أن تُصبِحَ بهذهِ النَّضارة ؟

 

وكيفَ لعيُوني أن تشِعّ نوراً يُضيءُ بلدَتنا المنكُوبة ؟

 

أتسَاءلُ لو أنّي لم أُحِبُّكَ أنت و لم أُداعب خُصيلاتِ شعركَ كيف كانَ سينبتُ الرّيحانَُ على كُفوفُ يديّ ؟

 

أتسَاءلُ لَو أنّي لم أحِبُّك أنت و لم أنعُمُ بدفءِكَ من كانَ سيقتُلُ كانونَ الّذي يحتلُّ قَلبي في كُلّ الشّهور ؟

 

أسأِلةٌ كثيرةٌ تتردَّدُ بداخلِ عَقلي جميعُها تبدأُ بِ (لَو لمْ أُحِبُّكَ أنت ) كُلّها لاتهُمّ يابضعةً منّي أحببتُكَ وانتَهَى الأَمر .

 

انتَهيتُ من ثَرثراتي الكثِيرة كعَادتِي فهَل أثقلتُ علَيكَ ياحبَّة القَلب ؟

 

فأجَبتني بطريقتِك الخاصّة هذِه المرّة ، تلكَ الطّريقة الّتي حقَّقَت حُلُمٌ كانَ يعلُو قائمةَ أحلامِي ، وهي أن تُغنِّي لي :

إقرأ أيضا:عمل سمك مقلي

 

ياصغيرتِي أقولُ لكِ كما قالَ ابنُ الفارض :

لكِ الحُكمُ في أَمري فما شِئتِ اصنَعي ،

فلمْ تكُ إلَّا فيكِ لا عَنكِ رُغبَتيْ .

 

#ملاك_خديجة

#ابنةُ_الشّمس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ساقتك خُطاك، بقلم: أريج محمد أبو فردة
التالي
قوية رغم عنك، بقلم: حلا الحويطات

اترك تعليقاً