( يامَا عيُون شَغلوني ، لكن ولا شَغَلوني ، إلّا عيُونَك إنتَ ، دُول بسّ الّي خَدُوني وبحُبَّك أمَرونِي ).
لأُمّ كلثُوم أُدندِن كالعادَة بصوتِي المتواضِع الدَّافئ بعضَ الشَّيء .
كُنتَ تسمَعُ دندَناتي ولا أدري أنّك خَلفي .
فجأة شعرتُ بدفءِ أنفاسَك حُولي يقترِب كدتُّ ألتَفِت حتّى بادرتَني بصوتكَ الرّقيق ذَاك :
أيُّ عيُونٍ شغَلَت مُدلّلة قَلبي ؟
أيُّ عُيونٍ تلك الّتي جعلتَها تُغنّي وهي في أوجِ العِشق ؟
نظرتُ إلى عينيكَ وقلبي يكادُ أن يُصبِحَ بينَ يدَيك ، وقلتُ لك :
باللهِ علَيك ، أبعد عيُونكَ أنت عيُوناً تُعشَق ؟
ذاك العسَل الممزُوج بالقلَيل منَ النّعنعَِ أحسّ أنّه قطعةً من الجنّة وُضِعَتْ بجزءٍ من أجزائك أنتْ ،
وأنتَ قُربي يَا شهدَ الحُروف أشعُر أنّ الدّنيا بأسرِها مِلكُ يديّ ، أملِكُ من الفرحِ أطناناً كثِيرة ،
قلبي يُحلِّقُ كعُصفورٍ صغَير ، يرقصُ ويرقصُ وكأنّ بداخِلهِ عرسٌ سرمديٌ لانهايةَ لَه ،
وأنتَ قُربي أرى رُوحي تُعانقُ روحك ،
أرى عينيَّ تلتَصِقُ بوجهكَ وكأنّه زهرةٌ وكأنّهُنّ فراشَاتٌ تهوَى الرَّحيق ..
إقرأ أيضا:” الليلة باردة ” بقلم هداية عبد الرحيم الكحلوت.
وأنتَ قُربي أنَا مَلاكٌ ، ملاكٌ لايعرِفُ سِوى أن يُضيءْ ،
أتسَاءلُ يارهافةَ شُعوري لو أنّي لم أُحبُّك أنْت كيفَ سيُنجِب قلَمي الحُروف ؟
وهلْ في غيرِ حضرتكَ أنتَ ترقُصُ الكلماتُ على الورَق لتَعقُدَ قصيدةً مجنونةً مثلُ حُسنِك ؟
أتسَاءلُ لَو لمْ أُحِبُّك أنتَ كيفَ لبشرِتي أن تُصبِحَ بهذهِ النَّضارة ؟
وكيفَ لعيُوني أن تشِعّ نوراً يُضيءُ بلدَتنا المنكُوبة ؟
أتسَاءلُ لو أنّي لم أُحِبُّكَ أنت و لم أُداعب خُصيلاتِ شعركَ كيف كانَ سينبتُ الرّيحانَُ على كُفوفُ يديّ ؟
أتسَاءلُ لَو أنّي لم أحِبُّك أنت و لم أنعُمُ بدفءِكَ من كانَ سيقتُلُ كانونَ الّذي يحتلُّ قَلبي في كُلّ الشّهور ؟
أسأِلةٌ كثيرةٌ تتردَّدُ بداخلِ عَقلي جميعُها تبدأُ بِ (لَو لمْ أُحِبُّكَ أنت ) كُلّها لاتهُمّ يابضعةً منّي أحببتُكَ وانتَهَى الأَمر .
انتَهيتُ من ثَرثراتي الكثِيرة كعَادتِي فهَل أثقلتُ علَيكَ ياحبَّة القَلب ؟
فأجَبتني بطريقتِك الخاصّة هذِه المرّة ، تلكَ الطّريقة الّتي حقَّقَت حُلُمٌ كانَ يعلُو قائمةَ أحلامِي ، وهي أن تُغنِّي لي :
إقرأ أيضا:عمل سمك مقلي
ياصغيرتِي أقولُ لكِ كما قالَ ابنُ الفارض :
لكِ الحُكمُ في أَمري فما شِئتِ اصنَعي ،
فلمْ تكُ إلَّا فيكِ لا عَنكِ رُغبَتيْ .
#ملاك_خديجة
#ابنةُ_الشّمس
Comments
0 comments