مقالات ونصوص متنوعة

حِصْن مُهْتَرِئٌ،بقلم:نادين بلال العتوم

حِصْن مُهْتَرِئٌ
اشعر ان روحي سوف تتبرء مني قبل ان الد حزني وكأني في رحلة موت طويلة لا تنتهي يقتلني هذا المرور البطيء للوقت انا ساعة حائط متوقفة وان أعادو تشغيلها فإنها تتحرك بشكل عكسي نزلة ضياع وحزن أبقتني مستيقضة حتى السابعة جالسة بشكل معكوف اشبه الحلزون عيناي نصف مفتوحة متورمة وكأني بالأمس كنت خصم في مبارة كيك بوكسنج وكأنّ هنالك رَجُلٌ غاضب هاجمني بعد عِلْمِهِ بخيانة زوجته له اسفل عيني إتخد شكل ولون الطين المبلول قررت الذهاب لِلطَّبِيبِ النَّفْسِيِّ لكن أَبِي هاجمني قائلآ محال ماذآ لو علم الناس ستصبح سيرتنا على كل لسان ومنذ ذلك الحين اصبح يلقبني مريضة نفسيآ سيداتي سادتي نعم انه يقصدني انا التي لها شخصيتها التي تقول للمخطئ مُخْطِئٌ بعينه خريجة جامعية مثقفة مستمعة جيدة وقارئة شغوفة لا امدح نفسي أَلْبَتَّة ولكن اذكر مايكرهني لأجله اول ذكرة لي مع أَبِي كانت في اول زاوية من السماء لقد جعلني احلق عاليآ كطير حر يطير من فرط السعادة دون الحاجة لأي جناح لقد سرقت الابتسامة من شفاه الاطفال حين شعرت بلمسته ممزوجة ب أني اطير اطير حقآ كعصفوري المفضل من ثم يسقطني لينكسر جناحي واقع من سابع سماء الى الارض لقد تحولت الابتسامات الى دموع بنكهة حمراء قطرات دماء بل شلال يَنْسَكِبُ من قلبي كانت تلك اول مرة أُكسرُ بِهَا وكم تمنيت ان تكون الاخيرة لحسن حظي لوحة الشرف التي كانت توقع عليها مُعَلِّمَتُنَا في الصف بسبب تفوقنا كان أَبِي يوقعها لي في البيت يوقع على كل زَاوِيَةٌ من جسدي للحد الذي اصبحت كلما اقترب مني شخص ما أُسدل عيني وافتحها الالف المرات وارتعش حتى ظن البعض اني مصابة بمرض ما اوه نسيت للذين تراودهم الحيرة لماذا فعل ذلك بي؟لقد كنت الهو واركض حتى أَسْقَطَتْ عُلْبَةٌ يوجد بداخلها حبات فاصولياء وسقط بعضها على الارض حسنآ وماذا ان سقطت لربما ظهرت شجرة فاصولياء عملاقة وتمكنا من الصعود إِلَيْهَا لمشاهدة النجوم، لطالما آمَنْتُ بالسِّحْرُ والخيال مُنْذُ خلق تلك العيون المُلَوِّنَةُ كنت اصنع لنفسي بَيَّتُّ كَبِيرًا ازوره كلما دقت اجراس العذاب والصراخ والتوبيخ المتكرر أَهْرُبُ واشعر بالاطمئنان فالقد خَلَقْتُ مِنْ جَوْف الخوف خصيصاً حين اكون على حق يصيبني داء الخرس عَيْبُ عَار عَلَيْكِ كيف تتكلمين بحضرة من هم اكبر منكِ عمرًا، وان كُنْتُ على حق؟بالتحديد وأَنْتِ كذلك، هل أَعُدْ لكُمْ كم من المرات التي كرهت بها أَبِي؟ جلست بجانب صديقة لي تتحدث عن والدها وكم هو سخي الحب والحنان اعترف اردت ان اتقيئ تمنيت لو ان الارض تفتح لي ابوبها وتَأخُدنِي بالاحضان وهي تقول هيا ياصغيرتي هذا هو بيتك لكن وبكل اسف لم يحدث كم تمنيت ان اهرب بعيداً لكن خوفي على أمي قد منعني نعم قد خطر على بالي الانتحار ذات مرة لكن كان اذان المغرب قد طرق على مسامعنا وجدت نفسي اخلع عهر فكري وانحني بين يدي الله شعرت بأني سفينة بعرض البحر من شدة توهانها تمزقت اشرعتها الى نصفين احدهم ذهب بِاِتِّجَاه اليمين والاخر الى اليسار اما انا فالقد بقيت عالقة في المنتصف حائرة هل أُنقذ نفسي ام الذين يحتمون بشراعي، متعبة وكأنني في مَخَاض لا نهاية له قررت ان اذهب الى أَبِي واسأله لماذا يكرهني دون ان افعل شيئآ يستحق ذلك!كنت على بعد مليمتر وسبعون دقة قلب في الثانية قلت له اُحْبُكَ أَبِي انا بأشَدَّ الحاجة لك ابتسم لي ابتسامة لم اكن اعلم معناها في ذلك الوقت،وقال وما الذي تحتاجه الفتاة في مثل سنك ! انا َأُوَفِّرُ لَكَ الطَعَام أَلَيْسَ هَذَا كَافِيًا!هل تريدين مني ان أقوم بتغير حفاضك ام أُبَدِّلُ لك زجاجة الحليب ياطفلة الثالثة عشر…يليها ضحكات تلو ضحكات وهذه كانت الثانية كَسْرٌ ثاني ابلعه دون اي ردة فعل.. اتعلم ماهو اقسى شيء يمر على الانسان ان يشعر بانه مذنب فقط بسبب مجيئه الى هذه الحياة وكيف يكون مذنبآ بشيئآ لم يفعله ولم يختره حتى والأشد مرارًا من هذا حين ينقلب ضدك الشخص الوحيد الذي يجب عليه ان يكون بجانبك سند لك من وجب عليه حمياتك كيف له ان يكون اول من يكسرك احيانآ اقول لنفسي ربما كان هذا قدري ويجب عَلَيَّ ان اتقبله بكل بساطة دون نقاش او حتى التفكير في تغييره اعترف اني بقدر ما احببت كوني تحولت من كثلة ضعف مقززة الى انسانة قوية واني اخفيت خيبتي وفشلي بين ثناية جلدي و أرتديتُ درع القوة الذي بات يستند عليه الجميع بقدر ما اكره صلابتي هذه اكره كوني جسرآ يعبر عليه الجميع يتشبت به كل عابر اكره كوني جدارآ لا يتكلم بل يمتص كأني جبلآ صامت من فرط الحمل سينطق ويقول كفى ارحموا ضَعِيفًا مثلي يرحمكم القوي من انا من اكون آلة ربما! قد يظنوني كهذا لا اشعر بِأَيِّ شيء مُطْلَقًا هل كُتِبَ على جبيني مُجَرَّدَةً من الاحاسيس حتى بات الكل يرمي بثقله عَلَيّ دون رحمة او شفقة حتى تحولت لهيكل عظمي مجرد من كل شيء لا لَحْمٌ ولاَ دَمٌ هَيْكَلا ًفقط يستند عليه مِلْيَارًا وَنِصفٌ من السنين الضوئية وسبعة عشر الف نجمة وجنس البشر كافة..من انا اليوم ومن سأكون غدآ

إقرأ أيضا:علاج المسام الواسعة للبشرة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موعدً على مائدة الموت،بقلم:نادين بلال العتوم
التالي
لوعة،بقلم:نادين بلال العتوم

اترك تعليقاً