فنون أدبية

مصاب بها بقلم فرح ماهر ابو رجب

مُصابٌ بِها

في هذه الأوقات أجلس وحيدًا مُنعزلًا في غرفتي ولا أفضل رؤية أحد باختصار؛ لأنني مصاب التوحد أعاني في حياتي بشده وإن خرجت للشارع أبتعد عن كل شخص يمكنه ملامستي وأنزعج كثيرًا وأبدأ بالصراخ إذ أحدهم مَس خُصلةً مني، لا أحب التكلم مع أحد بتاتًا، لكن ذات يوم حصل شيء غريب كنت أسير في الطرقات إلا أن رأيت فتاه شقراء تمتلك شعرًا مثل الذهب وعيناها كأنهما لؤلؤتان براقتان شعرت بشي غريب في أعماقي، لكن لم أعرف ما هو أكملت طريقي إلى منزلي وذهبت مسرعًا إلى غرفتي مثل العادة احتضنت دُميتي وبدأت التحدث لها عن تلك الفتاة كلما تحدثت عنها كلما ارتفعت نبضات قلبي، لكن لا أعرف لماذا كل هذا يحصل إلا أن تذكرت كلام أحد الزملاء في الصف كان يتحدث عن أول مرة وقع فيها بالحب قال حينها أنهُ عندما يراها تزداد نبضات قلبه ويشعر أن السعادة احتلت أعماقه، عندها أيقنت أنني وقعت في حبها من أول نظره،خلدت إلى النوم واستيقظت في الصباح الباكر خرجت تارةً أخرى ورأيت تلك الفتاة مجددًا،يا إللهي ارحم فؤادي، لم أحاول التقرب منها بقيت أنظر إليها من بعيد إلا أن وقع نظرها عليّ، شعرت بالخجل ولم أعرف أين أذهب تقربت مني، لكنني امرؤٌ أكره التحدث إلى الاخرين للحظة شعرت أنها أدركت تصرفاتي الغريبه حينها قالت لي: أتسمح إلي أن أُكمل طريقي معك أومئت برأسي وأكملت طريقها برفقتي وصلنا إلى منزلي، خرجت أمي ورأتنا سويًا قالت لي: من هذه الحسناء يا عزيزي! لم أجيب على السؤال وذهبت إلى غرفتي ومثل عادتي احتضن دميتي وأخلد إلى النوم، استيقظت في الصباح ووجدت تلك الفتاه دخلت في صدمه عندها أمي اخبرتني أنها ابنة صديقتها وستمكث بيننا عدة أشهر،يا اللهي تلك الفتاه تعرف أمي أنا سعيد للغايه لانها في منزلي.

إقرأ أيضا:نص نثري بعنوان حدثيني بقلم نور تميم أبو حميد

بدأت تلك الحسناء التحدث معي وكل يوم يزداد حبي لها حاولت التقرب مني وأنا لم أمنعها بتاتًا بدأت ملامستي ولم ابتعد بقيت بجانبها وكفوفها عانقت كفوفي والآن أشمئز إذ أحد غيرها مس شعرةً مني ،شعرت أن كل عطف اَلدُّنْيَا في كفوفها أصبحت ملجئي ومأمني بدأت الاعتناء بي وكل ما كفوفها تمس وجنتاي أشعر أن عصافير قلبي تتطاير من شدة الفرح لكن حان موعد مغادرتها فارقت المنزل والسعادة ذهبت معها عُدت إلى وحدتي وعزلتي واحتضان دميتي الكئيبة، بعد ذهابها أصبح كل شيء كئيب، غرفتي، درج منزلنا، حتى مقابض الأبواب التي كانت تلامسها، أتمنى عودتها عاجلًا لأقضِ جميع أيامي بجوارها، أحن إلى لعب كرة السلة معها، أحن إلى كوب القهوة من أناملها الرقيقة، وإلى تناول الإفطار سَوِيًّا، لحديثها الذي لا ينقطع كانت ثرثارة جدًا الآن أحن إلى ثرثرتها، من الممكن أنها كانت تشعر بالشفقه نحوي ولم تحبني، لكنني تارةً أخرى اتأكد من حبها لي، لكن في لحظة تلاشى كل هذا عندما أمي اخبرتني: أننا سنذهب إلى حفل زفافها عندها سمعت صوت تحطم فؤادي المسكين وشعرت أن كل العالم يقف في حنجرتي، تأكدت أن كل هذا شفقه لا أكثر ، صحيحٌ يا أميرتي حطمتِ فؤادي الرقيق، لكنني سأبقى أُحبكِ طيلة عمري لن أسمح لشخص آخر أن يلمس وجنتاي أو يعانق كفوفي سأعود مثلما كنت، أنتِ الآن لديكِ زوج ومنزل جديد ليتني كنت انا زوجكِ، يا لحسن حظه امتلك أجمل وأرق فتاه في العالم، نعم انا متوحد، لكنني أمتلك قلبًا وشعورًا رُبما كنتِ تظنين أنني لا أعرف معنى الحب أو لا أملك أي شعور، لكن ظنك يا أميرتي خاطئ أحببتك جدًا إلى درجة سمحت لك بملامستي، أنتِ من جعلني أفقه بمعنى الحب ودقة القلب الاولى، لكنك ذهبت ولم تتركي أي أثر لك، كنت أود اخبارك عن المدينه الغريبه التي بأعماقي، لكني لم اجرؤ لأنني خفت عند أخبارك تُغادرينني وبسرعه، لكن للأسف غادرتِ دون أن أبوح لك عن شيء، كنت أتمنى بقائك بجانبي طيلة العمر، لكنها الدُنيا اخذتك مني ويجب أن تُمارسي حياتكِ الطبيعيه، لكنكِ كسرتِ الفؤاد يا أميرتي

إقرأ أيضا:نص نثري بعنوان حدثيني بقلم نور تميم أبو حميد

لم اكن اعلم عن أي شعور، لكنك اتيتِ وجعلتيني أشعر بكل شيء الآن أتمنى أنني لم اخرج ذلك اليوم واراكِ، وفي النهاية ليتني لم أمتلك قلبًا وشعوًرا.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رواية الاستغلال بالتراضي
التالي
احلام منتظره بقلم دانا عثمان

اترك تعليقاً