منوعات أدبية

قصة بعنوان برقية صفراء بقلم ايه عبدالله

“برقيةٌ صفراء”
الولايات المُتحده_تِكساس_١٩٤١ ( العام الثالث للحربِ العالميةِ الثانية)
“على جميعِ الرِجال الذينَ لم يُناهزوا الخمسينَ من العمر و المقتدرين جسدياً التوجه إلى المعسكراتِ الحربية على حدود المدينةَ خلالَ إثنانِ و سبعونَ ساعة و من يُخالف الأمر يُعرض على المحكمةِ العليآ”
( مُديرُ الشؤنِ العسكريةَ)

_ برقيةٌ مُفجعةٌ للأنفاس تأتي كصاعِقةٍ على رؤسِنا بسببِ حربٍ تَجثُ البشرَ و تَسفِكُ دِمائهم، توجبَ عليَ إرسال زوجي و أبنَ رحميَ للمجابهة وما بِلفؤادِ خاطرٌ للخسارة.
غدى على رَحيلهما شهورٌ و بكلِ شهرٍ يَمر تُعوزُ إخطاراتِهم و شُهداءُ الحربِ في تزايد، في اخِرِ شهرين قطعتْ الاخبار مِنهما و تقطعتُ خوفاً و جزعاً و لا انفك أستمع للأخبار الحربية بالمذياع آمِلةٌ أن يَبلُغني ومضةٌ صغيرةٌ. عوضاً عن ذلك اوتيتُ برقيةً قفزَ قلبي فرحاَ وكأنني نِلتُ الدُنيا وما فيها و يا ليتهآ لم تأتِ!!
إنها برقيةٌ صفراء…..
يعني أنها من الوزارةِ العسكرية….
ولا تأتي سوى في حالةٍ واحده واحدةٍ فقط…..
كانَ عامِل توصيل التلغراف يقترِبُ شيئاً فشيئاً و أرتارُ قلبي تتقطعُ مع كلِ خطوه يآ حبذا لو لم تكن صفراء، خطواتِ العاملِ مترددةٌ لانهُ يَعرفُ ما يحمِلُ بيده وانا على علمٍ بِما تَحمل بجوفِها.
وددتُ خبراً مُفرِحاً، بغيتُ عودةَ فلذاتِ كبدي؛ يآ حسرتي على عِناقٍ إشتهيتهُ لوداعِكم ويلاه لقلبِ أمٍ تَمزقَ قهراً،عهداً عليَ أنقضُ على الغَريمِ فأجثُ جوفه بيدايَ العزلاوَتان.
بأنامليَ المرتجفةِ المُزرقةِ اخدت البرقية بين يدي ببدنٍ يرتعشُ خوفا تارة وكاظماً لخوفه تارة اخرى تماما كمن يحاول ازالة مسمارٍ من قنبلة يدوية مضطرة لها ومدركٌ لعواقف هذه الفعلة الشنيعة، لم اذُق مرارةَ فتحِها فشهقةُ الموتِ بذتّ أناملي.
لِمَ كانت برقيةٌ صفراء؟

إقرأ أيضا:عشقٌ سرمدي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص بعنوان قلبي اللعين بقلم حلا مأمون الطالب
التالي
رسمة بريشة فاطمة بكر

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. Aya abu hmed قال:

    رائع جداً جداً جداً ????
    القصة جداً فخمة.

اترك تعليقاً