مقالات ونصوص متنوعة

ليلتي الأولى، بقلم:رؤى إبراهيم أبومر، “نصوص نثرية”

ليلتي الأولى
إنها الليلة الأولى.. الأولى بكل شيء… جهزت أمتعتي ووضبت غرفتي و مسكت حقيبتي و رحلت…
إنها الليلة الأولى و ستبقى الأولى طول عمري… غريبة بمعنى الكلمة… كل العادات التي تمسكت بها و كل الأحلام و الأمان و الحب و الاحترام و العطف قد ودعتهم في موطني الأصلي… وعدت غريبة في موطن لا أضمر بقلبي إليه سوى الكره و البغضاء….
إنها الليلة الأولى … وحيدة بمعنى الكلمة… يريد عقلي استرجاع الماضي و قلبي بالخفقان لموطنه و مسكنه و لكن أقطع كل تلك بخيبات الأمل و عدم الإكتراث حتى تمضي تلك الليلة كباقي الليالي…
عذرًا … أشتاقك و أشتاق لحديثي المطول المسرود بالحكيات و الضحكات و الآحلام و الآهات الذي كان يطول لساعات أو لسويعات ولكن جذبني الرحيل عنك و توسدة الفرقة بيننا جعلنا الشامتين و الحاسدين و الكارهين و المغبطين ينالون ما ينالون من كلامهم و التشميت بنا…
فقدت كل ما يجعلني على ما يرام… في حضني الأخير لك تركت لك نفسي و وجعي و ألمي حتى آهات تركتهم على كاهلك… رحلت عنك دون رجعة…
مع أنني أريد الرجوع و مع أنني ما زلت أحبك و أتنفسك إلا أنك تخليت عني أول مطاف و ذهبت لإسعاد غيري…
تركت لك عقلي و قلبي و عفتي و طهارتي و جسدي و روحي و ضحكتي آمل أن تحافظ عليهم..
إنها الليلة الأولى يا معشوقي بدونك لهيب الشوق يقتلني وحتى عندما أهرب لأحلامي البائسة أراك نورًا بها…
سماع صوتك أو النوم بين أحضانك إنني غريبة الآن عنك… أو بالأحرى أصبحت غريبة عليك، ما زلت أهتم بتفاصيلك اليومية و أراقبها عن بعد ما زلت كما عهدتني في موطنك لم أتغير مطلقًا…
في بعض الأوقات أشعر أنني هكذا أفضل بدونك و بكثير الأوقات أو بلحظة التي أفكر بها هكذا أقول: أنا لا شيء بدونك..
إنها ليلتي الأولى بدونك كليلة فتاة بدون أمها أو أبيها أو أختها كليلة زوجة بدون طفلها الذي انتظرته كثيرًا وبات طيرًا بالجنة و باتت عقيمًا بعده كليلة ليس بعدها ليلة..
ستنتهي ليلتي يومًا ما إما بالرجوع إليك أو أن الموت سيسرقني منك..
رؤى إبراهيم حسن أبومر

إقرأ أيضا:خلطة رائعة لتسمين اليدين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نموذج سجل المخاطر للمدارس الأردنية 2020-2021
التالي
خاطرة عن الوجود بعنوان تفكّر

اترك تعليقاً