مقالات ونصوص متنوعة

“مُخلِدي” بقلم نذيرة محمّد ذكي محمّد(نص أدبي)

نص من نصوص روايتي المستقبليّة “مُخلِدي”

كيفَ اسْتطاعَ الحُبُّ أن يَطرُقَ بابيَ ويَدخل بِكُلّ هذهِ القوّةَ؛ لِأعماقي ويتشعَّب وكأنّه بي مِنذُ سنين…!!
هكذا بدأتُ بِحُبِّكَ وبلهفةٍ لم ولنْ تنتهي.
رَاحتْ تجولُ أحاديثُنا بِمُخيّلتي، ورحتُ اسْتَرجعُ مواعيدنا وكلَّ حرفٍ كَتبتُه لكَ.
حكايةٌ كُنتَ أنت سيّدُها يا أمير قلبي
سطرتُ حُبّي في العديد من الأسطُرِ ولازلتُ ظمّأه للكثير، فمن قال أنّ ثمانٍ وعشرينَ حرفاً كافيةً؛ لِتحشُركَ في ثنايا الصّفحاتِ، وتكتُبكَ القصائِد وتنتهي أوراقٌ وينبعُ بئِر الحبر لِسقاية عطشي وتولُّعي بفيضِ مشاعري المكنُونةِ لكَ..
سأكتُبكَ حبراً كُنتَ أمّ نبضاً وسأكتبُ لِروحي كي تبقى على قيدكَ تعيش ،وسأكتبُ كُلَّ لقاءٍ أُريدهُ بِرفقتكَ
وسنحتفلُ بكلّ عامٍ بموعدِ حُبِّنا الأول وبعيد ميلادكَ في الخامس من نوفمبر، ويومُ الجُمعةِ سنتجوّلُ بِكُلّ الطُّرقات الواسعة الطّويلةِ، والمُزيّنة بالمصابيح الصّفراء؛ لِننتهي بعد مئاتِ الأمتار على قَارعةِ الطّريق حيثُ مقهى العم ذو العقودِ الستّة؛ الّذي يعرفنا منذ سنين والّذي دائماً ما نقصدُه نحن الاثنان
ليأتي لنا بأكوابِ العشق فنرتشفُ من لَذّتِها ما يحلُو من فيض الحُبّ، حامِلاً أحاديثه المشوّقة عن محبوبتهِ؛ الّتي تزوّجها بعد ستةِ سنواتٍ من الحُبِّ والانتظار ،وعن ما تُحبّهُ وعن قطّتهم كايلي المُدلّلة وعن الصبّارة الخاصّة بهما والمتوضّعة على نافذة المنزل بالجهةِ الشرقيّة
وعن صِغر سِنِّ محبوبتهِ برِغم عقودها الخمسة
لِيُعيدَ جُملتهُ الشهيرة:
” الحُبُّ يُعيدُنا أطفالاً ولا يشيخُ أبداً”
لِيرفعَ صوت موسيقانا المفضّلة فيعلوا إثرها صوتُ الحُبّ الّذي تتراقصُ عليه القلوب
فآتيهُ أنا بملامحكَ وخطوطِ يديكَ
ليأتي الطّفل بائع الورود وتشتري لي واحدة وتُقبّلها ثم تُهديني إياها وتُوصي الطّفل بزهرةِ التّوليب الزرقاء في المرّةِ المُقبِلة
فنتركُ كُلّ ما حولنا لِتَمُدَّ أصابعكَ اللّطيفة فتُلامس يدي وتَشدّها نحوكَ وكأنّهُ مِشبكٌ لايُمكنُ فَكُّه،مُنتظراً يدي الأخرى لِتُداعبَ شعركَ الحَريريّ
فأُمرّرُها؛ لِتتغلغل بشعركَ وأحتفظُ بأكبر قدرٍ ممكن من رائحتكَ

إقرأ أيضا:إلى مهاجر بقلم : سارة عبد الفتاح

ونعيشُ على الحِبِّ لَسنينٍ بلا كَلَلٍ، ولا مَلَلٍ وبذاتِ اللّهفة.
قلبان يخفقان بتراقصٍ مع ألحان الحُبِّ
هكذا يَخيلُ لي وهكذه سيكونُ حُبُّنا يا فُلْذَتي..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن الخردل
التالي
الموضوع عن غصن ذابل

اترك تعليقاً