مقالات ونصوص متنوعة

“وتبقى ثابتي الوحيد” بقلم فاتنة محمّد سويد(نص نثري)

العنوان : وتبقى ثابتي الوحيد…

غارقة في الذّكريات كعادتي…وأعود آلاف السّنين.. لحيث لم أُجد بعد..وتقاطعني بصوتك الهادئ :أهي الذّكريات ثانيةً؟!

وأهمس بكامل حنوّ الحبّ الّذي أحمله بقلبي اتّجاهك :
أكره العابرين …كلّ شخص لا أمسك بيديه للأبد…لا أحمله في عينيّ في كلّ آونة…لا أرغب أن يمرّ بتاتاً…ستدرك يوماً ما أعنيه يا عمر.. بأنّ الذّكريات الجميلة تؤلمك أكثر من تلك القبيحة…أنّ من تبادلنا الحبّ معهم سيوجعنا عبورهم أكثر من أيّ شيء آخر

ذكريات من عبروا خلالنا تفتك بالقلب…فلا تُبقي منه إلا الحنين

لا أجيد الاقتراب ولا أفضّله..أتصنّع الحواجز بيني وبين من أحب…الاقتراب المفرط هو أكثر ما يخيفني فكلّ الّذين نحملهم في قلوبنا سيفرّقنا القدر عنهم يوماً…وفي نهاية الأمر لا مهرب من ذلك

أتعلم!؟
كانت لديّ مهارة القبض بقوّة على الأشياء.. أمّا الآن فقد فقدتها..
فلترخي يديك.. وتفلت قبضتك حول أي شيء عندما تشعر أنّك ستخسر جزءاً من نفسك في سبيله!

وتمسك يداي بشيء من المواساة…
وأنا يداي لو تعلم باردة…مخذولة.. لا قدرة لألف حبٍّ أن يعيدها دافئة…لكن يداك تتقن ذلك…تعزف على تقاسيم قلبي بهدوء…تعيدني هنا بعد أن عبرت شطآن العالم في مخيّلتي وأضعت الطّريق إلى ذاتي..لأستند بكلّي على بعضك… وأهمس في أذنيك : أنت الحقيقة بعالم الأوهام..يا جزئي اللّي مزركش بألوان.

إقرأ أيضا:أفضل المناطق السياحية في سكاريا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“آتٍ يوماً ما” بقلم رناد خالد أحمد شاور (نص نثري)
التالي
“تيقّظي يا أُمّة” بقلم بلقيس محمّد الشوبكي(نص نثري)

اترك تعليقاً