خاطرة

أصدقاء الروح بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

ذات يوم قرأت في مدونة أحد الأشخاص اعتراضا لطيفاً!
إذ قال : “الأصدقاء ليسو أوطانً صغيرة، الأصدقاء أوطان
كبيرة”،
وأنا في داخلي اؤيدَه وأصر على أن الأصدقاءَ أوطانٌ كبيرةً وعظيمةً!
لعلي استأنست ذلك لذكر صحبي !
ففي عالمي صديقةً ورديةً، مثل عصفورةِ الشجن، طالما احتظنت روحي ووجهي في شحوبٍ كان، وهي تردد لي سينتهي بنا المطاف يوما ونحن مترفون ونكون حيثما واينما نريد.
وأما عنها،
كأنما النور بوسطِ عتمة، وكأنما دعوة صادقة خصني بها أحدهم، وحتى احاديثها سلاسل السلام تلك، فيضٍ من طمأنةٍ تُخالج الروح وتضفي على قلبي بسكينةٍ تامه.
لربما يحس الذي لا يعرف من مثلها إنني في الخطب أبالغ !
لكنني أبادر للحديث عنها دون أن يتقاذف عقلي أفكاره، ويرتبك يرتبها ليقدم ثناءً مبتذل!
إنما لها في داخلي فسحة كبيرة، ومنزلةً في جوار روحي لا محالة، أنا لا انسى يدها حينما ضلت تربت على كتفي وتهدأ من روعي في وسط مخاوفي تلك!
انا لا انسى صدى احاديثنا حينما كنا صغاراً، وكَبُرنا وضَلّت احاديثنا تتردد في مسامعي وعلى طول طريقنا معا وفوق مقاعدنا تلك، بعد كل لقاءٍ وحديث احس وكأن سخاءالدنيا وخير عطائها وأفضل أمانينا فيها هم أصدقاء الروح، إنّه لمن المُحزن أن لا يكون للإنسان منفذاً بهيئة صديقة يطل منه على الحياة وصعبِ مواقفها، لا أريد أن تخلو حياتي مِنكِ حتى وإن كان كلّ لقاء بيننا بعد غيبةٍ، أريدك باتزانكِ وحكمتك وصخب أحاديثكِ وحتى المزعج منها أريده، فلم تتخطى نفسي كلّ الظروف والتعب لولا وجودك وباقي صحبي أولئك،فأنتن لي نعيم الحياة وجميلها.

إقرأ أيضا:“صدفة قدر وربّما حب” بقلم أسمهان عماد الحموري (خاطِرة)

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“خِتامها مسك” بقلم هدى الخزعلي (نص نثري)
التالي
حُبٌ من نوعٍ خاص بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

اترك تعليقاً