مقالات ونصوص متنوعة

الموضوع عن فتاة بسجن من الظلم

فتاةٌ بسجنٍ من الظلمِ

مُرهقة و مُتعبة و سَجينة من الداخلِ،
حطامُ قَلبي بات ينسدلُ ويحجِب أنفاسِي من الظّهور، تَساؤلات وأفكار تتخبّط بِكل زاوية من فناءِ عَقلي، أفتقِد الشّعور بالمرحِ داخلي، بتُّ أُلقي بِنفسي على قَتل الجُرثومة المُتبقية من حبكَ ومِن الآلامِ التي باتَت مَنسوجة بِقلبي.
لَيتني اكتفيتُ بِعمري الصّغير والثّمين ولَم أُقبل على العَيش تحتَ رِعاية قِلة اهتمامكَ وتعذيبكَ، أتعلمُ لمَ أفتقدُ و بِمَا أحلمُ حِين غَفوتي؟
أفتقدُ لِتلك الفَتاة الصّغيرة التي حُلمها و سَعادتها امْتلاك بَالون مَمزوج بألوانِ الحُب خاصّتها،
أشعرُ بالحنينِ لرُؤية العَصافير تُحلق عاليًا لِتزين السّماء بقلادةِ الأهازيج الرّاقية،
وتعزفُ الألحَان المُميزة على أوتارِ جيتَارها لتَصنع أغنيةً ثمينةً تليقُ بعنقِ النجومِ.
أتعلمُ أني أخفِي حُزني و سُقوطي بذلكَ الصندوق الذي انتزعتَه رغمًا عنّي و ألقيتَ به بين صدف البحر لأَعْجَز عن استحضار ذكرياتِ أمي و لحظات أخي الذي نهضَ بين الكُره والحقد اللئيم.
أشمئزُّ منكَ و من تلكَ النساء القذرات، و أحتقرُ ذلك الوقت الذي تأتي به للمنزل متأخرًا بصحبة إحداهن الفاسقات.
أكتمُ داخلي لهيب من الحقدِ على ذلك اليوم الذي سمعتُ صوتَ أنفاسكَ تترعرع بحوزتي بهِ.
فوربّ العزة تالله لئِن وسَادتي تشهدُ ضدكَ بِكل وقتٍ لجأتُ إليها لتضمّد البَعض من جروحِي التي فاضت دماءً من الحُزن بسببكَ أنتَ، نعم بسببكَ أنتَ يا أبي، اللعنة علي مازلتُ احتفظُ بِكلمة أبي لرجل مثلكَ.
مَع كل دمعَة نبعَت بالقُرب من حورِ عَيني و كل آهٍ خرجَت من فُوهتي و كُل نبضة من قلبي انقبضَت كُرهًا و ليسَت حبًّا أَدعو لِربي بأن يجعلكَ تهرمُ بِكل ثانية من عمركَ لوحدكَ و تتذوقُ طعمَ الحسرة على نفسكَ أيّها الوغد.

إقرأ أيضا:مشكلة جفاف منطقة ما حول الفم

فاطمة عمير

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الموضوع عن قصير عمري
التالي
الموضوع عن في كل حروبي

اترك تعليقاً