مقالات ونصوص متنوعة

غيابُك بوصلةِ الضّياع بقلم جودي أحمد كيلاني

كنتُ بِلا وِجهة، حياتي لا مَعنى لها..أعيشُ لِانتظارِ أَجَلي فقط، ولأنّ قلبي ما زَالَ ينبض، ما زلتُ أقومُ بعمليةِ الشهيقِ والزفير، روتينٌ يقتلُ أيامي، ويسرقُ شَبابي..

لا معنىً لشيءٍ في حياتي..كنتُ أكرهُ حياتي جداً..

 

استمرتْ حياتي على هذهِ الشَاكِلة إلى أنْ اعتدْتُ على وجودكِ في حياتي، صديقةٌ مقربةٌ ثم حبيبةُ هذا القلبِ الذي كانَ تائهاً وأعدتيهِ إلى وجهتهِ الصحيحة..فأصبحتِ أنتِ وجهتي، أعيشُ لأنكِ موجودة؛ أي لأجلكِ..

أصبحتْ لكلِّ دقةِ قلبٍ معنىً، حتّى الشهيقُ والزفيرُ أصبحَ لهُ قيمة، إننا عندَما نحبُّ يصبحُ للنسمةِ الخفيفةِ معنى وقيمة عظيمة..

وصرتِ أنتِ توقيتي..تشرقُ شمسي عندَ استيقاظكِ، وتغيبُ عندَ إسدالِ جفونكِ..

كانَ الجوُ حسبَ حسبَ حالكِ..فإذا ضحكتِ تساقطتْ أمطاراً على قلبي لتبشّرَ بالخيرِ الكبير، وإذا تساقطتْ حبةُ لؤلؤٍ من عينيكِ يرتعدُ قلبي منذراً بعاصفةِ حزنٍ قويّة..

أحببتكِ كثيراً، حِزتِ جزءاً كبيراً في حياتي وكلَّ قلبي..

أنا الذي لم يسبِق لي أن وثقتُ بأحدٍ ، أعطيتكِ ثقتي كاملة..

أرى بعينيكِ حنانَ الأمهات، وبراءةَ الأطفال، حماسَ الشباب، وأحياناً همومَهم..باختصار رأيتُ بعينيكِ حياة..

كنتِ استثناء، وليسَ كأيِّ استثناء..كنتِ كُلّي بِالفعل..

 

استمرَتْ فرحتي ليومِ رحيلك..ذهبتِ فانقلبَ لونُ حياتي وعدتُ إلى سَوادِي المُعتم، عدتُ أدرَاجي فأفرطتُ في كآبتي وحُزني، عدتُ بِلا وِجهة، منذُ رحلتِ كنتُ كالهائمِ على وجهي..

إقرأ أيضا:

لا شيءَ في حياتي حتى أنا أصبحتُ لا شيء..

فراغٌ قَتلني، التفتُ إلى أوراقي التي تركتُها منذُ يوم أجَلي..

أجل، كان يومَ موتي معكِ؛ أنتِ جثةٌ هامِدة وأنا أيضا كذلك، قلتُ لكِ لا معنى لوجودي دونكِ؛ واليوم تأكدتُ من هذه الجملة..

كتبتُ عن حالتي التي يُرثى لها، كتبتُ عنكِ وعن حُزني بغيابكِ..كتبتُ وكتبتُ لعلّي أُفرِغْ مافي نفسِي ولكنني امتلئتُ أكثر، لأولِ مرة أشعرٌ أنَّ هبةَ الكتابةِ لَعنة..!

عودي..لِأُملي عيني منكِ، عُودي لأُضمكِ..لأصرخَ في وجهكِ وأعطيكِ روحي..فَموتِي وانقضاءُ حياتي أهونُ عليَّ من غيابكِ.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن في مرحلة من حياتك
التالي
“محطّة استراحة” بقلم محمّد نور الفرج (قصّة قصيرة)

اترك تعليقاً