منوعات أدبية

موضوع عن التدريس الفعال

يعد التدريس الفعال احدد الاستراتيجات التربوية المهمة في مجال إعداد الطلبة وتدريبهم في كافة المراحل التعليمية, باعتبارها عملية مساعدة الطالب على امتلاك المهارات التعليمية التي تستلزمها المادة الدراسية , خصوصا مع التوجه الحديث في التعليم في العصر الحالي والذي يهذف لتقديم المعلومات للطلبة الموهوبين وطلبة صعوبات التعلم بشكل يوصل المعلومة بشكل اسهل وتنمي لدى الطلبة الادراك والاستنتاج والتفكير الناقد ويسهل عليهم المعلومة حسب قدراتهم المعرفية والجسمية .

ويعتبر المعلم أساس المنظومة التعليمية, وبمقدار قدرته وكفاءته, تكون فاعلية التعليم, حيث تتضاءل الإمكانات المادية والمناهج الدراسية, في غيبة المعلم الكفء(مطر, 2010, 40), فهو ذخيرة قوية كبرى؛ ذلك أن تكوين جيل بأكمله, إنما يعتمد اعتماداً كبيراً, على ما يتصف به ذلك المعلم, من سمات شخصية وتربوية, تعينه على أداء مهمته بنجاح, مما يؤهله للقدرة على إحداث تغيير في سلوك طلابه, وهذه القدرة هي التي تصنع المعلم المتميز, وتجعل دروسه فعالة, ذات أثر واضح, وتحقق النتائج المنشودة(العجمي, 2003, 87).

وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في تقنيات الحاسب الآلي وشبكاته الأمر الذي شجع الكثيرون في مختلف المجالات للاستفادة من امكانياته واستغلال هذه التطورات لتحسين مخرجاتهم ولأن الاهتمام بالتعليم ضرورة ملحة حاول التربويون الوصول إلى درجة ممكنة من إتقان المعلم والمتعلم للعملية التعليمية، مما دفعهم لاستخدام التقنيات في التعليم والتعلم ، وأثناء توظيف هذه التقنية في التعليم ظهر مصطلح التدريس الفعال منافساً للتعليم التقليدي، ولذا اتجهت المؤسسات التعليمية إلى محاولة تطبيق التعليم الفعال في كافة مجالات التعليم والاستفادة من تطبيقاته المتعددة.

إقرأ أيضا:ذكرى منسيةَ، بقلم:نور عدرا، “نص نثري”

تعريفات التدريس الفعال
– هو ذلك النمط من التدريس الذي يجعل من المتعلم محورًا رئيسًا، فلا يكون الطالب فيه مُتَلَقيًا للمعلومات فقط، بل مشاركًا وباحثًا عن المعلومة بكل الوسائل الممكنة، وموظِّفًا للمعارف، ومُدمجًا ومُبدعًا ومُبتكِرًا.
– وبكلمات أكثر دقة: هو نمط من التدريس يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للمتعلم، والتي من خلالها يقوم بالبحث مستخدمًا مجموعة من الأنشطة والعمليَّات العلميَّة، كالملاحظة، ووضح الفروض والقياس، وقراءة البيانات والاستنتاج، والتي تُساعده في التوصُّل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه وتحت إشراف المعلِّم وتوجيهه وتقويمه.

– هو الذي يربِّي التلاميذ على ممارسة القدرة الذاتية الواعية التي لا تتلمَّس الدرجة العلمية كنهاية المطاف، ولا طموحًا شخصيًّا تقف دونه كلُّ الطموحات الأخرى، إنه تدريس يرفع من مستوى إرادة الفرد لنفسه ومحيطه، ووعْيه لطموحاته ومشكلات مجتمعه، وهذا يتطلَّب منه أن يكون ذا قُدرة على التحليل والبَلْورة والفَهم، ليس من خلال المراحل التعليمية فقط، بل في حياته العملية.

– إنَّ التدريس الفعَّال يعلِّم المتعلمين مهاجمة الأفكار لا مهاجمة الأشخاص، وهذا يعني أن التدريس الفعَّال يحوِّل العملية التعليمية التعلُّميَّة إلى شَراكه بين المعلِّم والمتعلِّم.

– إنه ذلك النمط من التدريس الذي يؤدي فعلاً إلى إحداث التغيير المطلوب؛ أي: تحقيق الأهداف الكفائيَّة المرسومة للمادة؛ سواء المعرفية، أو الوجدانيَّة، أو المَهَارية، ويعمل على بناء شخصيَّة متوازنة صالحة مُصلحة فعَّالة.

إقرأ أيضا:توأمُ الروح بقلم خلود جميل أبو نمر

مهارات التدريس الفعال

مفهوم مهارات التدريس الفعال:
عرفها الزهراني(2010) بأنها” مجموعة العمليات السلوكية التدريسية التي يظهرها المعلم في نشاطه التعليمي داخل وخارج حجرة الدراسة لتحقيق أهداف المادة التي يقوم بتدريسها”.
وعرفها الطناوي(2009) بأنها “مجموعة السلوكيات التدريسية الفعالة التي يظهرها المعلم في نشاطه التعليمي بهدف تحقيق أهداف معينة, وتظهر هذه السلوكيات من خلال الممارسات التدريسية للمعلم في صورة استجابات انفعالية أو حركية أو لفظية تتميز بعناصر الدقة والسرعة في الأداء والتكيف مع ظروف الموقف التعليمي”.
كما عرف عطية “مهارات التدريس الفعال بأنها “نمط من السلوك التدريسي الفعال في تحقيق أهداف محددة يصدر من المعلم في صورة استجابات عقلية أو لفظية أو حركية أو عاطفية متماسكة تتكامل فيها عناصر الدقة والسرعة، والتكيف مع ظروف الموقف التدريسي”.

ثانياً: أبعاد مهارات التدريس الفعال:
تقوم مهارات التدريس الفعال على بعدين حددهما عطية(2008, 67), والطناوي(2009, 36) فيما يأتي :
البعد الأول: الإثارة الفكرية:
وهي تعتمد على مهارة المدرس وتتمثل في :
– وضوح الاتصال الكلامي مع المتعلمين عند شرح المادة العلمية .
– أثر المدرس الانفعالي الإيجابي على المتعلمين ويتولد هذا عن طريقة عرض المادة العلمية .
البعد الثاني: الصلة الإيجابية بين المدرس والتلاميذ:
فلابد أن يعمل المعلم على تحسين مهارة الاتصال مع التلاميذ وذلك لزيادة دافعيتهم للتعلم ويمكن أن يتحقق ذلك بإحدى الطريقتين التاليتين :
– تجنب استثارة العواطف السلبية عند التلاميذ، مثل القلق الزائد أو الغضب .
– تطوير عواطف إيجابية عند التلاميذ مثل احترامهم وإثابة أدائهم الجيد.
ثالثاً: الأسس التي يقوم عليها التدريس الفعال:
هناك مبادئ وأسس تحدث عنها كل من الديب(2007, 32), وعطية(2008, 65- 67) يتأسس عليها التدريسي الفعال وهي:
إيجابية المتعلم، ومشاركته في التعلم فكلما كان المتعلم إيجابياً ومشاركاً في عملية التعليم كان التدريس فعالاً.
أن يتأسس التعلم الجديد على الخبرات السابقة للمتعلم بمعنى أن يستحضر المتعلم خبراته السابقة ذات الصلة بالتعلم الجديد وعلى المدرس أن يهيئ لذلك.
إشعار المتعلمين بحاجاتهم إلى التعلم لما يوفره ذلك من زيادة دافعيته نحو التعلم.
إشراك أكثر من حاسة لدى المتعلم في عملية التعلم لأن فعالية التعليم ترتفع بزيادة نوافذ التعلم.
ملاءمة مادة التعلم قدرات المتعلمين، واتصالها بحاجاتهم.
أن يكون المتعلم محور العملية التعليمية وأن لا يقتصر دوره على التلقي.
تأهيل المتعلم لمواجهة الحاضر والمستقبل.

إقرأ أيضا:الكثيرُ من الأيامِ والقليلُ من الحياة، بقلم:إيناس الآوا “نص نثري”

رابعاً: خصائص التعلم الفعال:
للتعلم الفعال خصائص تميزه ذكر منها كل من الديب(2007, 26), وعطية(2008, 63), والزهراني(2010, 25) الخصائص التالية:
أن يكون مناسبا للمتعلم من حيث الوقت الذي يتطلبه والجهد الذي يبذل فيه. فكلما كان التعلم مناسبا لقدرة المتعلم واستعداده من حيث وقته، وما يتطلبه من جهد كلما كان أيسر له.
أن يكون واضح الهدف ذا معنى للمتعلم، يرتبط بحاجاته وميوله، ويخدم متطلبات حياته. فكلما كان التعلم ذا معنى للمتعلم كلما ازداد إقبالا عليه، ورغبة فيه، وكلما كان أيسر له.
أن يبقي أثراً لدى المتعلم. فكلما كان التعلم ذا أثر في نفس المتعلم يحس معه بالتغير الذي أحدثه في سلوكه، كلما كان فعالاً، له مردوده وعطاؤه.
أن يكون مبنياً على فهم المتعلم وإدراكه، حتى يكون مستمرا أي قابلا للتطبيق والتعميم والتوظيف في مواقف أخرى. فالتعلم الفعال هو الذي يمكن المتعلم من استخدامه والإفادة منه في مواقف جديدة.
أن يكون مسيراً ذاتياً يقوم على مبادرة المتعلم ونشاطه، فكلما كان التعلم فرديا بعيدا عن اللفظية والتلقين، والمتعلم يقدر ويقيم النتائج التي حصل عليها كلما كان فعالاً.
أن يكون مبنياً على تعزيز المتعلم وإثارة دافعيته بالثواب بدلاً من العقاب، حيث وجد أن الثواب يشجع على التعلم أكثر من العقاب أي أن الاستجابة لمثيرات التعلم إذا صاحبها أو تبعها ثواب فإنها تقوى ويحتفظ المتعلم بها.

المبادئ السبعة للممارسات التدريسية السليمة:
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي تشجِّع التفاعل بين المتعلم والمتعلمين.
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي تُشجِّع التعاون بين المتعلمين.
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي تقدِّم تغذية راجعة سريعة – الدعم الفوري.
– الممارسة التدريسية السليمة، هي التي تُعطي أهميَّةً للتقويم بجميع أنواعه، وتعتبره مرحلة رئيسة في العملية التعليمية التعلُّمية.
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي توفِّر وقتًا كافيًا للتعلُّم: زمن + طاقة = تعلُّم.
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي تضع توقُّعات عالية: توقَّعْ أكثر، تجد تجاوبًا أكثرَ.
– الممارسات التدريسية السليمة، هي التي تتفهَّم أنَّ الذكاء أنواع عدَّة، وأنَّ للمتعلمين أساليبَ تعلُّم مختلفة.

نماذج التدريس الفعَّال:
– الطريقة الحوارية.
– الطرق الاستكشافية والاستنتاجية.
– عروض التجارب العمليَّة.
– التجارب العملية.
– إعداد البحوث التربوية.
– طريقة حل المشكلات.
– الرحلات العلمية العمليَّة والزيارات.
– طريقة المشروع
– التدريس بالمجموعات.

مهمة المعلم في التدريس الفعَّال:
– يدرِّب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير.
– يدرِّب الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة المنظَّمة.
– إكساب الطلاب المهارات العملية المتعلقة بالتجربة.
– عليم الطلاب أسلوبَ كتابة التقارير العلمية.
– ترسيخ مهارة الاتصال والتواصُل بفعالية، والقدرة على تجاوز المعوقات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لكنها الحياة بقلم: لوريس فارس المغربي “خاطرة”
التالي
أشلاء حربٌ بقلم:شهد محمد الدرسي “،قصة قصيرة”

اترك تعليقاً