منوعات أدبية

فتاة الخمسين بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

حال الشعور الذي كان!!

وفي ذلك الوقت كنت أعي تماما أنني ما عدتُ مع الأحياء، كنت احس وكأن البشر من حولي أموات أيضا وتعمدت وصف تلك الفترة بأنها مقبرة الأحياء وأنا أعني هذا تماماً.

ما كان الحي بلا شعور هو دائماً يشعر ويعطي الأشياء حقها ويبتذل ُاحياناً مشاعر إضافية لخلقِ ودٍ أو فرح ،
فما رأيت ذلك في نفسي ولا من هم حولي .

كم تمنيت رؤية مشاعر حقيقة تحمل معنى صادق، فمثلنا المشاعر تمثيل في المعاملات بين الناس كزمالات العمل و الصداقه والحب والعلاقات مع الجيران ومختلف العلاقات كانت تنشأ وتنتهي في ذات المكان وبعد انقضاء المصالح!
حتى في العلاقات التي لا ينبغي أن تكون إلا مقدسه كالاخوة والعلاقات مع الوالدين أظنها مزيفةٌ بنسبةٍ كبيرة فاقت معنى كلمة ظن؛ كنا نزيف كل شيء وشاهدتُ ذلك عدت مرات.

اتسأل احيانا هل هذا مكر بشري؟!!!
ونستطيع جميعا القيام به ؟

الحيلة والخداع هي السلع الأكثر تداولاً آنذاك، أن تجيد التلاعب بالكلام يعني أن تكسب الكثير؛ كأن تكونّ علاقاتٌ كثيرة، تتعدد الوجوه في حياتك ويرغب الكثير بوجودك ظمن إطارات حياتهم ولا ينزعجون.

فنحن جاحدين بطبعنا جبلنا على العثرات والشكوى، وبذخنا الشعور على علاقاتٍ عابرة!!
قصص حب خياليه صداقات شكلية ووقعنا في الهفوات وتصادمنا مع الواقع ومر خريف العلاقات علينا فسقطت الأشياء المعلقة من دونما بذل عناء لذلك،
وفضحت الأسرار التي ائتمناها ذات ليالٍ غلبتنا المشاعر والدموع ولجأنا لحاجة الثرثرة التي تميزنا فيها!!
وبحنا بكل سرٍ مكبوت فما ذهبت حمتهُ من الصدر وصار عند الغير سلاح كلما ابتعد خطوةً استلهُ يحاربنا، العلاقات الصفراء الملتويه شديدة البلاء تلك الي حتى وإن انتهيت منها فما انتهيت.

إقرأ أيضا:ما معنى اسم تولين

وإن استصعب الوصف الآن أو سهل لتصل تلك الصورة كما يجب، فالواجب أن اقول اننا فقدنا الشعور بالرغم من كثرة مدعيه، لكنه نادر وأحيانا كنت أظنه ما وجد لديهم أصلا!!

الشعور هو ذاك الشيء المنفرد بطبعه صعب الوصف والشرح، هو لغةٌ عظيمة تقرأ من الأعين و تلاحظ من التصرفات وليس ابتذالاً وليس تمثيل،
وكذلك لايمكنك أن تجده حيث تطلبه، فهو خص البعض به،
أعطاهم ميزته فأصبح صاحبه إما عاشقاً أو كاتباً أو رساماً أو قارئً المهم أن يكون مُلّهماً ولديه شيءٌ عظيم، يعطي الأهمية يتمتع بذوقٍ رفيع وشغف يعطي الأماكن رونقاً بهي ويجعل صحبه ممتع.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أيلوليةً هي
التالي
فتاة الخمسين بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

اترك تعليقاً