فن الكتابة والتعبير

فتاة الخمسين بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

بين الشعور والواقع!!

[لقاءٍ خمسيني]

وإنهُ لقاءٍ جميلٌ مُنتظَّر وليسَ كمثلِهِ ولن يكون ، فشعور اللقاء بعد غيبة لا يوصَف وأما شعور لقاءِ الذات بعد ثلاثة عقودٍ ما أتت هو الذي لا يوصَف.

ولستُ أرى الذات العشرينيةُ إلا في عدَم؛ فلا واقعٌ يناسب ولا حلمٌ محقق ولا شعورٌ يقدر ويوصفَ كما ينبغي.

لا أرى أي داعٍ أن نعيش العشرين بروحهِ هذهِ المتوفاه ، ما كانَ هذا عشريناً ولن يكون ، ولمثلي مكانٌ هنا مستحيل ، وإني انئى بنفسي إلى مابعدهِ بعقود
وارتمي بأحضان الخمسين تلك التي تليقُ بواقعٍ كهذا.

وليس تبريراً اعتبرُه ولكنني اتصدر المراتب الأمامية من الصراحة ، لذا سأُحدثكم عن عشريننا هذا الذي حمل صبغةَ الخَمسين بامتياز !!

ولست كالذي يعلق الأخطاء على شماعة !!
فما الخَمسين إلا عمر الاتزان والوقار وجنيُ ثمار سنين الشباب وتحقيق الطموح ومسح الجبينُ المتعبه بمنديل الراحة والاسترخاء بعدما وصل الحالمون إلى نهاية المطاف وبدأو يغنمون المكاسب المتعدده .

ولست أرى خمسيننا كخمسينهم وإني التمسُ العجز بالوصف
ولست أرى أننا مجحفون إلا كثيرا كثيراً !!
تخلفنا في عصر العولمة والتقنيات الحديثة ونسينا أنفسنا ومشينا لا نهتدي شيئاً ؛
ك ضريرٌ اصم خرج إلى الشارع من دونما دليل فسقط في اول حفرةٍ كان مكتوبٌ على شارةٍ تحذيريه سرقها احد اللصوص ليبيعها للخرده أن ” خطر لا تقترب” ، ورأهُ مقاولٌ تسبب بهذه الحفره فأسرع يرمي التراب عليه ويخفي تأوهات صوته كي لا يُحمِّلهُ أحد أي مسؤولية وتهتز صورتهُ الملمعه بلاعابِ من عرف حقيقته .

إقرأ أيضا:وعدٌ تلاشى للكاتبة نور علي السريحين

_ وأما عن الواقِع ، وأما عن الأحلام ، وأما الأصحاب وأما عن الاحبه وأما عن الوالدان ولست أنسى شيءٍ لم يحضرني الآن سأذكُره لكم ولن يفوتني أيضا المجيء على ذكر مبهجةُ النفس غذاء الروح والدماغ سمرائنا تلك التي يسمونها” قهوة ” وكيف تغيرت عليها الطقوس وأما عن الأخلاق_

وأما عن كل شيءٍ تجرد من صبغته الاصليه سأمرُ عليه ولكن بصبغتي الخمسينيه فأني أسرعت ذات يوم وتخلصت من قشور العشرين وصبغته وحملت في نفسي فتاةُ الخَمسين.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فتاة الخمسين بقلم:”نوال عبدالله العظامات “
التالي
سأكتبُ عن كل المحن

اترك تعليقاً