يعد نقص الحديد مشكلة صحية شائعة وهناك بعض المجموعات التي تزيد من خطر نقص الحديد مثل النساء أثناء الحيض والنساء الحوامل والمرضعات والأطفال والرضع والفتيات المراهقات والفتيات الرياضيات وتجدر الإشارة إلى أن عندما يحدث نقص في مستويات الحديد دون تعويض
ومن أعراض نقص الحديد نذكر ما يأتي:[٣][٤]
الشعور بالإرهاق والإعياء على غير العادة: يُعدّ الشعور بالإرهاق من أكثر الأعراض شيوعاً لنقص الحديد؛ حيث إنّه يدخل في تركيب بروتين الهيموجلوبين (بالإنجليزيّة: Hemoglobin) الضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى كافة خلايا الجسم، ويرتبط نقصه بانخفاض مستوى نقل جزيئات الأُكسجين في العضلات والأنسجة، مما يؤثر في مستويات الطاقة في الجسم، كما يشعر المُصاب بالضعف وعدم القدرة على التركيز، ومن الجدير بالذكر أنّ الشعور بالإرهاق والتعب قد يكون عرضاً للعديد من الحالات، فإذا لم يزول التعب حتى بعد أخذ قسط من الراحة فلا بد من فحص مستويات الحديد في الدم.
الصداع والدوخة: هناك العديد من الحالات التي تُسبب الصداع، إلا أنّ الصُداع المُتكرر والمُستمر قد يعكس نقص مستويات الحديد في الجسم، وذلك بسبب عدم وصول كمياتٍ كافية من الأكسجين للدماغ، مما يؤدي إلى زيادة ضخ الدم من القلب إلى الأوعية الدموية وهذا يُشكل ضغطاً على الجسم، ويؤدي لحدوث الصداع، والدوخة.
شحوب البشرة وجفافها: يعطي الهيموجلوبين خلايا الدم الحمراء لونها الأحمر، وبالتالي فإنّ عند حدوث نقص في الحديد يؤدي لشحوب البشرة، وتفقد البشرة لونها الوردي الصحيّ، وقد يظهر هذا الشحوب على كل الجسم، أو يتركز في منطقة معينة، كالوجه، أو اللثة، أو الأظافر، أو جفن العين، ويمكن اختبار نقص الحديد عن طريق سحب الجفن السفلي للأسفل وتكون الطبقة الداخلية ذات لونٍ أحمر، وإذا كانت بلونٍ زهري شاحب أو أصفر فقد يدّل ذلك على النقص، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطباء يبحثون عادةً عن هذه العلامات أولاً لمعرفة ما إذا كان هناك نقصٌ في الحديد، ولكنّ النتيجة الدقيقة تحتاج إلى فحص مِخبري.
كما يمكن أن يسبب نقص الحديد جفافاً للبشرة، نتيجةً لتوجيه الأكسجين المتوفر لوظائف أكثر أهمية في الجسم من البشرة، مثل: الأعضاء والأنسجة.
تقصّف أو هشاشة الأظافر وتغير شكلها: تّعدُّ سهولة كسر الأظافر (بالإنجليزية: Brittle) من الأعراض الأقل شيوعاً لنقص الحديد، إذ تصبح الأظافر هشة وسهلة الكسر، ويحدث تغير لشكل الأظفر في الحالات المتقدمة والشديدة لنقص الحديد ليصبح مُقعراً، وتسمى هذه الحالة بتقعر الأظافر (بالإنجليزية: Koilonychia).
تقرح وانتفاخ اللسان والفم: إنّ حدوث تغييرات على اللسان، مثل؛ التقرح والانتفاخ، قد يدل على نقص الحديد، بالإضافة لاحتمالية حدوث تشققات على جوانب الفم أيضاً.
متلازمة تململ الساقين: (بالإنجليزية: Restless legs syndrome)، قد يصاب بعض الأشخاص الذين لديهم نقصٌ في الحديد بهذه المتلازمة، والتي تسبّب رغبة شديدة بتحريك الرجلين، وتكون مزعجة لدرجة أنه قد يصعبُ على الشخص النوم منها.
الضيق في التنفس: من الأعراض الشائعة لنقص الحديد، ويحدث ذلك بسبب زيادة معدل التنفس، كمحاولة من الجسم للحصول على المزيد من الأكسجين ليتم نقله للأنسجة المختلفة، وإذا كان هناك شعور بعدم القدرة على التنفس أثناء ممارسة الأعمال اليوميّة التي لا تكون متعبة عادةً فلا بد من فحص مستويات الحديد لمعرفة ما إذا كان هناك نقص أم لا.
الإحساس بخفقان القلب: (بالإنجليزية: Heart Palpitations)، خفقان القلب هو الإحساس بنبض القلب غير المنتظم، والذي يحدث بسبب تغيير في معدل نبضات القلب، أو زيادة قوة انقباض عضلة القلب، ويكون هذا الإحساس مزعجاً لكثير من الأشخاص، لكنّه قد يُعدُّ في بعض الحالات النادرة دلياً على وجود مشكلة شديدة في القلب، وقد يكون نتيجةً لنقص الحديد، أو التوتر، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو تناول بعض الأدوية، والشعور بهذا الخفقان لا يكون مُقلقاً في الغالب.[٥][٦]
أعراض أخرى:هناك أعراض أخرى لنقص الحديد، مثل: الشعور بالقلق، وبرود الأطراف واليدين والأقدام، وقد يزيد نقصه من خطر الإصابة بالعدوى، أو الرغبة بتناول الأطعمة الغريبة.[٧]
أعراض نقص الحديد لدى الحامل
تحتاج المرأة الحامل لكميات أعلى من الحديد مقارنة بالمرأة غير الحامل، وذلك بسبب زيادة حجم الدم لإمداد الجنين بكميات الأكسجين اللازمة للنمو السليم، وإذا لم يكن هناك مخازن كافية للحديد لديها، فإنها قد تصاب بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، أو ما يسمى بالأنيميا، والأعراض التي قد تشعر بها مُشابه لأعراض نقص الحديد بشكل عام، مثل: الشعور بالإرهاق أو الإعياء، والضعف، وشحوب لون البشرة، وألمٍ بالصدر، وبرود الأطراف، وغيرها،[٨] وإضافةً إلى ذلك قد تتولّد لديها الرغبة بتناول الأطعمة الغريبة أو حتى تتناول مصادر غير غذائيّة، وتسمى هذه الظاهرة بالـ Pica، مثل: تناول الثلج، والطين، والطباشير، والورق، كما قد يصيب هذا العَرض أشخاص آخرين من غير النساء الحوامل كما ذكرنا سابقاً.[٣]
علاقة نقص الحديد بالاكتئاب
قد يكون الاكتئاب أو ما يسمى أيضاً بنوبة الاكتئاب العظمى (بالإنجليزية: Major depressive disorder)، وغيرها من المسميات، إحدى العلامات التي تدل على نقص الحديد، وهو الشعور بالحزن مدة أسابيع أو أشهر متتالية وليس فقط لبضعة أيام، ويُصاحب الاكتئاب عادةً اليأس، وقلة الطاقة، وعدم الشعور بالمتعة عند أداء الأعمال التي كانت تُشعر الشخص بالسعادة سابقاً،[٩] وأشارت دراسة أولية نُشرت في مجلة Journal of the College of Physicians and Surgeons عام 2018، وأُجريت على 200 شخص، نصفهم مُشخص بالاكتئاب، أنّ الإصابة بفقر الدم كانت أعلى عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب بنسبة 73% مقارنةً بغير المصابين به، كما أنّ شدة أعراض الاكتئاب تزداد بارتفاع درجة نقص الحديد عند هؤلاء الأشخاص.[١٠]
علاقة نقص الحديد بتساقط الشعر
تُعّد العلاقة بين تساقط الشعر وانخفاض مخزون الحديد من الأمور غير المؤكدة لدى الأطباء، ومن الجدير بالذكر أنّ الحديد يُعدُّ عنصراً أساسياً في إنزيم أساسي يسمى بمُختَزَلة الرِّيبونوكليوتيد (بالإنجليزية: Ribonucleotide reductase)؛ الذي يساعد على نمو الخلايا، وقد تكون بُصيلات الشعر حساسة لانخفاض مستويات الحديد، ولا تستطيع أن تنتج خلايا جديدة بشكلٍ فعّال عند نقصه بحسب ما ذكرته مراجعة نشرت في مجلة Journal of the American Academy of Dermatology عام 2006.[١١][١٢]
وهناك تعارض في النتائج حسب ما أظهرته هذه المراجعة لمجموعة من الدراسات التي أُجري مُعظمها على النساء، حيث إنّ بعض هذه الدراسات أشار إلى إمكانية وجود علاقة بين نقص الحديد وبعض الأمراض التي تؤدي إلى فقدان الشعر؛ كداء الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata)، أو مرض الصلع الوراثي (بالإنجليزيّة: Androgenic alopecia)، أو تساقط الشعر الكربي (بالإنجليزية: Telogen effluvium)، وغيرها من الحالات، بينما لم يُشِر بعضها الآخر إلى أنّ هناك علاقة بين نقص الحديد وتساقط الشعر، كما لا توجد أدلة كافية على أنّه يجب تناول مكملات الحديد للمرضى الذين يعانون من تساقط في الشعر ونقص في مستويات الحديد في حال عدم الإصابة بفقر دم، أو أنّه يجب فحص نسبة الحديد لدى الأشخاص الذين يتساقط الشعر لديهم.[١١]
علاقة نقص الحديد بالدورة الشهرية
ذكرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تُعرف اختصاراً بـ NHS أنّ النساء اللواتي لديهنّ غزارة في الطمث (بالإنجليزيّة: Menorrhagia) قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بنقص الحديد،[١٣][١٤] وقد تسبّب هذه الحالة مجموعة من الأعراض، ومنها ما يأتي: [١٥]
استمرار النزيف بشكل كبير لمدة تزيد عن أسبوع.
ألمٌ مستمر في الحوض والمنطقة السفلية من البطن.
التأثير في القدرة على أداء الأنشطة اليومية، بسبب كثرة النزيف.
ظهور الأعراض التي تظهر على المُصاب بفقر الدم عادةً، كالتعب، والإعياء، وضيق التنفس، وغيرها، كما ذكرنا سابقاً.
تأثير نقص الحديد على الجنين
إنّ عدم حصول المرأة على كميّةٍ كافيةٍ من الحديد خلال فترة الحمل قد يزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة، أو ولادة طفلٍ بوزنٍ منخفض؛ أي أقلّ من 2.5 كيلوغرام، وتجدر الإشارة إلى أنّ الولادة المبكرة تُعدّ السبب الأكثر شيوعاً لوفاة الرضّع، كما أنّ الأطفال الذين يولدون ولادةً مبكرة، أو يكون وزنهم منخفضاً عند الولادة يكونون أكثر عرضةً لأن يعانوا من مشاكل صحية سواءً بعد الولادة أو خلال مرحلة الطفولة.[١٦]
أهمية الحديد
يحتاج جسم الإنسان لعنصر الحديد كي ينمو بشكلٍ صحي وسليم، كما يُعدّ الحديد مهمّاً لإنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، والميوغلوبين الذي يزوّد العضلات بالأكسجين.[١٧]
Comments
0 comments
