مقالات ونصوص متنوعة

حزينة هي الليلة، بقلم : كارولين ماهر

حزينةٌ هي هذه الليلة، والهُدوءُ يُزّين حُزنها، مع الموسيقى الهادئة..
كأس النبيذ يتشكّل من تجمّعات الخيال، أنت هُنا بشكل سرابٍ بعيدٍ جدّاً،
أنا أركُن سيارتي التي تُعاني من نقصٍ حادٍّ في وقودها ونقص مساحة توفّر أوكسجيني، لا لا، ليس لديّ أيّ مرضٍ تنفسيّ، وأعلم أنّ كُلّ ذلك سخافة، لكنّي أشعرُ بالأوكسجين يهرب حقّاً، سأفتح النافذة بهدوء، حاول ألّا تُصدر صوتاً( حتى وإن كان وهماً)، فالذكريات نامت لتوّها في رأسي، والرّغبة بالرّقص ستأتي بعد قليل، لتتوّج ذلك الكم من الضياع بترتيب لغة جسد يفهمها كثيرون ولا يفهمها أحد حين تتشابك مع ألحان الذكريات البعيد..

أنا على عكسهم، لن أشعل سيجارة لأنفخ دخانها من النافذة المفتوحة، أُسند رأسي إلى النافذة المفتوحة، وأنظر إلى الأفق، بل سأتخيّل هذا الماء خمراً وأشربه، لأبقى متيقظة، أنا لا أخاف أن “أسكر”، لكنّي أخاف الإدمان، أو أتجنّبه لست أدري، رُبّما لا أثق بأنّ نفسي تتحمّل كثيراً قبل أن تقع في سكرتها، فأنا لا أجد تعريفاً للخوف إلّا أنّه انعدام أو قلّة الثقة بالنفس.. (وهذا ما أجيده! ” عدم احتراف الثقة”..
في وسط هذه الفوضى التي لن تصل إلى نهايتها سأتبع سرابك البعيد سيراً على الأقدام، في ظلّ هذه الظروف اللعينة، انتظرني، الركض يجعلني أتلاشى، لا تقلّ لي : اركضي!
لا تُسرع، قف قليلاً، قُل حرفاً، أصرخ بشيء ما، وإن كان” لا تقتربي، أغربي، أطفئي تلك الموسيقى الغريبة، فإنها تُزعجني”، أو أيّ من هذا القبيل على طريقتك، قلها، ساعدني في المضي قدماً، وصدّقني..، أقسم لك، بأنّ الركض يجعلني أتلاشى على مهل، وكأنّه يحوّلني إلى شيء ما وهميّ، شيء ما غير مفهوم بتاتاً، شيء يُحرق رويداً رويداً على رماد طريق إنقاذ الحبّ الذي لا يُمكن أن يُنقذ، ولا يوقد من جديد، بل يموت وينطفئ فحسب، يموت وينطفئ. 

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
على ناصية حلم، بقلم : ماري غانم
التالي
الخذلان، بقلم : سام ذيب

اترك تعليقاً