مقالات ونصوص متنوعة

هلوسة عاشق، بقلم: عبد الكريم زيدان

الديجورُ يَعصفُ بعالمي، حتى خُلتُ بأنَّ نورَ عَينايَّ قد انطفئ.
يَشتدُ الظلامُ بعالمي فأغضبُ، وما يفعل العَربيُ إن هو غَضِب؟
يجيبُ رَفيقي: يَصرُخُ حتى تَرتجِفُ الأنعامَ من هَولِ بأسهِ؟
لا ياصديقي الأحمَق، العَربيُ وإن غَضب لا يُحرر فِلسطينَ، ولا يُهشمُ كبتُ قيّظهِ الأتارب، العَربيُ اليومَ لا يستطيعُ الصُراخَ في وجهِ زوجتهِ ولا يَجرؤ على الهَمسِ حتى.
العَربيُ الذي تَغنينا بتاريخهِ، هو زمانٌ قَد ولى حتى إنّني العبدُ الفَقيرُ للهِ أشكُ في تاريخنا المَجيد.
كلبُ الرومِ بقي كَلباً لَكن لا تتَعجب لو قلتُ لكَ بأن الأسود من سُلالةِ القِطط، كُل ما في الأمر بأننا كُنا جَليداً جُلموداً، والكَلبُ استعانَ بثعلبٍ مكارٍ أجلسنا على شَمعةٍ فِذبنا وعادتْ الأسود قططاً.
لَكنَ العَجيبُ في الأمرِ بأننا وَجدنا أنفُسنا كَشعبٍ فئراناً.
نَعم فئراناً نَسرقُ اللُقمةَ اللتي هي فقط تَسدُ الرمَقَ، تَختبئ فأن أحستْ القِطط الرأسمالية بنا سَتُمَزقُنا بُتهمة مُناهضة الأشتراكية وأنت تَعلمُ يا صَديق من هي تِلكَ.
صَدعت رؤوسنا مواءً، المُعضلةُ الأكبر كيفَ هي تَسمعُ حُسيسُها زئيراً.
لَكِن لا تقلق ياصديقي فنحنُ أقمنا ثورةً وطلبنا أن نَكونَ فئرانَ تَجارِب، لأنني سَمعتُ بَعضَ الفئران تَقولُ بأن العُلماء يَغدقونَ عَليها طعاماً، و أن تِلكَ التَجاربِ سُترسلنا إلى الجَنة التي لا حياةَ للقِطط وجراذينها المُدللةَ هُناك.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رائحة بارود، بقلم :الكاتب: محمد أبو الهيجاء’ قصة قصيرة
التالي
معلومات عن سمك البيرانا

اترك تعليقاً