مقالات ونصوص متنوعة

علاج الإمساك عند الأطفال

هي حالة صحية تتمثل في حركات الأمعاء غير المتكررة أو انقطاع البراز الصلب  وهي إحدى المشاكل الشائعة لدى الأطفال وقد يختلف تعريفها من طفل إلى آخر اعتمادا على المقارنة مع عدد أوقات التغوط وكثافة البراز في الحالة الطبيعية لكل طفل

يجب التأكيد على أنَّه توجد العديد من الأسباب التي من شأنها التسبُّب بالإمساك العرضي لدى الأطفال والذي لا يدعو للقلق عادة، فإجراء تعديلات بسيطة في حياة الطفل تعود حالته إلى الوضع الطبيعي،[٣] وحسب ما أشارت إليه دراسة نشرت في مجلة الجهاز الهضمي العصبي والحركة (بالإنجليزية: Journal of Neurogastroenterology and Motility) عام 2011م، فإنَّ الإمساك من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر في ما نسبته 0.7% إلى 29.6% من الأطفال حول العالم.[٤]

نصائح للتخلص من الإمساك عند الأطفال
يتم علاج معظم حالات الإمساك لدى الأطفال بإجراء تغييرات على نمط الحياة في المنزل، وفيما يأتي تفصيل ذلك.[٥]

تغيير النظام الغذائي
يساعد التغيير في النظام الغذائي بما في ذلك الالتزام بجدول معين لتناول وجبات الطعام على علاج الإمساك لدى الأطفال، وفيما يأتي النقاط التي ينصح باتباعها من أجل ذلك:[٦]

الالتزام بوجبات غذائية متوازنة إلى جانب الوجبات الخفيفة.
إدخال المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي للطفل، وذلك بمحاولة الالتزام بما يأتي:[٦]
تناول الفواكه والخضروات بشكل أكبر.
إضافة حبوب القمح الكاملة والخبز إلى نظام الطفل الغذائي.
الانتباه للملصقات الغذائية على علب الأغذية؛ من أجل انتقاء تلك التي تحتوي على نسبة أعلى من الألياف.
تجنب الأغذية والمشروبات التي لا تحتوي على الألياف، أو حتى تلك التي تحتوي على نسبة قليلة منها، مثل: المثلجات، والجبنة، ورقائق البطاطا، والوجبات الجاهزة، والأطعمة المصنعة.[٥]
تجنب الوجبات سريعة التحضير والتي تحتوي في العادة على نسبة عالية من الدهون.[٦]
تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والصودا.[٦]
تقليل استهلاك الحليب كامل الدسم وذلك باستشارة مقدم الرعاية الصحية.[٦]
تقديم الفطور مبكراً للطفل؛ وذلك بهدف إعطاء جسم الطفل الوقت الكافي لحركة الأمعاء أي الإخراج قبل الذهاب للمدرسة، إذ إنَّ حركة الأمعاء تكون عادة خلال 30-60 دقيقة بعد الانتهاء من الأكل.[٦]
شرب الماء والسوائل بكمية وافرة، وذلك للمساعدة على تسهيل حركة البراز داخل الأمعاء، ويختلف مقدار الماء والسوائل الواجب شربها بالاعتماد على وزن وعمر الطفل، إلا أنَّ 3-4 أكواب من الماء في اليوم الواحد مناسبة لمعظم الأطفال في عمر المدرسة.[٧]

إقرأ أيضا:طريقة لعمل سمك التونة في البيت

ممارسة التمارين الرياضية
يتعرض الأشخاص الذين لا يتحركون بشكل كبير للإصابة بالإمساك في العادة، وبالتالي فإنَّ مساعدة الطفل على ممارسة المزيد من التمارين الرياضية تفيد في حالات الإمساك، وذلك لتأثيرها في عملية الهضم، إذ تساعد التمارين الرياضية على تسهيل الحركات الطبيعية للأمعاء والمتمثلة بدفع الطعام أثناء هضمه، ويكون ذلك عن طريق تشجيع الطفل على اللعب في الخارج، أو ممارسة النشاطات المختلفة داخل المنزل بدلاً من مشاهدة التلفاز.[٨]

اتباع عادات الأمعاء الصحية
إنَّ من المهم محاولة تعويد الطفل على اتباع عادة الذهاب إلى الحمام بشكل منتظم، فيجب تشجيع الطفل على ذلك بضع مرات في اليوم وخصوصاً بعد 20-30 دقيقة من تناول وجبتي الفطور والعشاء، إذ يساعد ذلك على الاستفادة من انقباضات الأمعاء الطبيعية التي تحدث بعد تناول الطعام، ويجب التنبيه هنا على تشجيع الطفل على الجلوس على المرحاض حتى إن لم يكن الطفل يشعر بحاجته للإخراج، ومن المهم أثناء جلوس الطفل المحافظة على وضعية معينة تساعد الطفل على استخدام العضلات اللازمة للإخراج، ويكون ذلك بوضع قدميه على كرسي صغير بحيث تكون الركبتان أعلى من مستوى الوركين، كما يجب التنبيه على جعل الطفل يميل للأمام قليلاً مع المحافظة على استقامة الظهر وقد يحتاج الطفل لسند كوعيه على فخذيه، وينصح بالمحافظة على وضعية الطفل هذه لمدة تتراوح بين 3-5 دقائق بدون مشتتات كالكتب أو الشاشات وغيرها، وللمساعدة على ذلك من الممكن مكافأة الطفل عند جلوسه على المرحاض حتى إن لم يُخرج، ومن المهم هنا الاستعانة بمكافأة مناسبة لعمر الطفل وتجنب معاقبة الطفل في حال عدم الإخراج، ومن الضروري تحفيز الطفل على الدخول مباشرة للحمام فور إحساسه بحاجته للإخراج.[٩]

إقرأ أيضا:سجين أفكاري، بقلم : دانا محمد عثمان “نصوص نثرية”

علاج الإمساك عند الأطفال دوائياً
يعتمد علاج الإمساك عند الأطفال على الأعراض التي يعاني منها الطفل، وشدَّة الحالة إلى جانب العمر والصحة العامة،[٦] ففي بعض الحالات قد تتسبب بعض الأدوية التي يتناولها الطفل سواءً التي تحتاج إلى وصفة طبية أو تلك التي لا تحتاج، أو المكملات الغذائية بالإصابة بالإمساك، وعندها قد ينصح الطبيب بإيقاف الدواء أو تغيير الجرعة أو تبديل الدواء بآخر، ومن المهم هنا التنبيه على عدم إيقاف أي دواء يتناوله الطفل دون استشارة الطبيب،[١٠] وفي حال لم تُجد التغييرات على نمط الحياة التي تم ذكرها سابقاً نفعاً في حل مشكلة الإمساك لدى الطفل، قد يشخِّص مقدم الرعاية الصحية وجود مشكلة أخرى لديه، وعندها قد يتم اللجوء إلى بعض العلاجات الدوائية، مثل: الملينات (بالإنجليزية: Laxatives)، أو منعمات البراز (بالإنجليزية: Stool softeners) أو ما اسمها مطريات البراز، أو الحقن الشرجية (بالإنجليزية: Enema)، ومن الجدير بالذكر أنَّه من الممكن استخدام هذه العلاجات فقط بناءً على توصية مقدم الرعاية الصحية، كما يجب عدم استخدامها دون التحدث معه في البداية، وفيما يأتي تفصيل الخيارات الدوائية المختلفة:[١١]

منعمات البراز أو المكملات الغذائية الغنية بالألياف: قد تساعد الألياف الطبيعية المتواجدة في قشور السيليوم (بالإنجليزية: Psyllium husk) والتي من الممكن خلطها مع طعام الطفل على تليين البراز، ولكن يجب على الطفل شرب ما يقارب لتراً واحداً من الماء بشكل يومي لضمان عمل هذه المنتجات بشكل فعّال، ومن الممكن الاستعانة بتحاميل الجليسرين (بالإنجليزية: Glycerin suppositories) في حالات الأطفال الذين يواجهون صعوبة في بلع الحبوب، ومن المهم التحدث مع الطبيب من أجل معرفة الطريقة الصحيحة لاستخدامها.[١٢][١٣]
الملينات: يمكن الحصول على الملينات في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، ولكن لا ينصح باستخدامها للأطفال دون طلب النصيحة الطبية، وتتضمن الخيارات المتعددة للملينات ما يأتي:[١٢]
البارافين السائل (بالإنجليزية: Liquid paraffin): يتوافر البارافين السائل بنكهات مختلفة، ويساعد بدوره على تزليق البراز لتسهيل حركته لخارج الجسم.
البولي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene glycols): يتوافر البولي إيثيلين جلايكول على شكل أكياس يتم خلطها مع الماء لتليين البراز.
اللاكتولوز (بالإنجليزية: Lactulose): يتوافر اللاكتولوز على شكل سائل حلو المذاق يلين البراز ويحفز حركة الأمعاء، ويفضل خلطه مع الحليب أو العصير وقد يسبب استخدامه إطلاق الريح.
الدوكوسات (بالإنجليزية: Docusate): يتوافر هذا الدواء على شكل حبوب أو قطرات، والتي تناسب الأطفال الذين هم أصغر من عمر 3 سنوات، ويعمل هذا الدواء عن طريق تليين البراز.
السنا (بالإنجليزية: Senna): تتوافر السنا على شكل حبوب وحبيبات تحفز حركة الأمعاء، ويمكن خلط هذه الحبيبات مع الطعام، مثل التفاح المطهي على سبيل المثال، ومن الجدير بالذكر أنَّ الطفل قد يتعرض للإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) أو تقلصات المعدة في حال تناوله لجرعة عالية من السنا.
بيساكوديل (بالإنجليزية: Bisacodyl): يتوافر دواء البيساكوديل على شكل حبوب أو قطرات تحفز حركة الأمعاء، وقد تسبب تقلصات المعدة.
الحقن الشرجية: يتم في الحقن الشرجية وضع حبوب أو سائل معين داخل الشرج من أجل تحفيز المستقيم على إفراز محتوياته، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحقن لا تلين البراز الموجود في أعلى الأمعاء، وعادة ما يتم الاستعانة بها في الحالات الشديدة من الإمساك، وعند مقارنة فعاليتها مع فعالية الملينات الفموية فإنَّ فعالية الأخيرة أعلى إلى جانب أنَّها أقل إيلاماً للطفل، ويجب التنبيه على عدم اللجوء إلى الحقن الشرجية أبداً دون نصح الطبيب بذلك.[١٢]
ري الأمعاء: (بالإنجليزية: Bowel irrigation) يتم اللجوء لري الأمعاء في حالات الأطفال المصابين بإمساك شديد لدرجة الحاجة إلى إدخالهم إلى المستشفى، ويتم ري الأمعاء لديهم عن طريق سائل معين يتم شربه أو إدخاله إلى المعدة عن طريق أنبوب أنفي معدي (بالإنجليزية: Nasogastric tube).[١٢]

إقرأ أيضا:خطيئةُ أُم

علاج انحشار البراز عند الأطفال
يسبب الإمساك الشديد ما يعرف بانحشار البراز (بالإنجليزية: Impaction)، وتتجمَّع فيه كمية كبيرة من البراز في الجزء السفلي من الأمعاء أقرب ما يكون لفتحة الشرج وتحديداً في المستقيم، ويسبب ذلك أعراضاً مختلفة تتضمن على وجه الخصوص التسبُّب بخروج براز لين على الملابس الداخلية للطفل أو خروج مخاط مخلوط ببراز، وحينها قد يخلط الوالدان في الحالة ظناً منهما أنَّها أعراض الإصابة بالإسهال، وبالنسبة للعلاج فيتشابه علاج الإمساك مع علاج انحشار البراز، ويكمن الفرق الرئيسي في الحاجة إلى جرع أعلى من الملينات لتنظيف المستقيم من البراز المنحشر فيه، كما أنَّ الطفل يكون بحاجة لعلاج المداومة (بالإنجليزية: Maintenance treatment)، أي الاستمرار في أخذ جرعة لمدة أطول بهدف منع تجمُّع البراز مرة أخرى كوسيلة وقائية لمنع الانحشار، ومع مرور الوقت يبدأ المستقيم بالعودة إلى حجمه الطبيعي والعمل بكفاءة بشكل تدريجي، إذ إنَّ إيقاف جرعة الملين في وقت مبكر قد يؤدي إلى تجمُّع البراز في المناطق الضعيفة من المستقيم التي لم تأخذ وقتاً كافياً للعودة إلى حجمها وقوتها الطبيعية، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم علاج الأطفال الذين لم تنجح معهم العلاجات المختلفة لحل مشكلة انحشار البراز في المستشفى، وذلك بالاستعانة بالحقن الشرجية، وقد يصل الحال إلى لجوء الطبيب إلى تخدير الطفل بمخدر عام والبدء بإخراج البراز بشكل يدوي وذلك في الحالات الصعبة جداً.[٢]

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تنمية الطفل في الشهر الخامس
التالي
علامات التسنين لدى الرضع

اترك تعليقاً