الآن سوف تتذكرهُ كلما لمحت علبة مكياجها الذابلة ، سوف تقشعرُ ذكرياتُها كلما لمست ثيابها الجديدة التي حضرتها في حقيبة العُرس ولم تلبسها ، ستسمعها وهي تتنهدُ جبالاً من الحزن فلا تحركُ ساكناً ، ستصفعُها ألوانُها بينما روحها ترتدي الأسود وتمارس الحداد بعيداً عن العالم ، ستتذكر ابتسامته كلما سمعت إحدى أغاني عرسها -قدراً- في سيارة عابرة ، ستطعنُها كلمات الحب فيها وستهوي على رأسها كل قصور أحلامها التي دخلتها عروساً وخرجت منها مفجوعةً بفقدها ، وستبكي كلما أمسكت كرت عُرسها وتشاهد كيف تحول شكل رأس القلب المحاط بإسمه إلى شكل تابوت ، وكيف تحولت حروف دعوة العُرس إلى عشرات الرجال الذين يحملونهُ ويركضون به في الشوارع لمثواهُ الأخير ستتذكر وتبكي وحدها على مأساتها الكبيرة ، ويبقى السؤال من الذي أعطى الحق للطائرات أن تفرق العشاق ، وتخطف الأطفال من أحضان أمهاتهم وتخطف الآباء من قلوب صغارِهم ، سنتذكر ونتابع الحياة والموت بشكلٍ أو بآخر..
Comments
0 comments