مقالات ونصوص متنوعة

استمر بغناء، بقلم: الاء محمد قدري ” نصوص نثرية”

استمر بِغناء أُغنيتك المفضّلة رغم بِأنَّ حبالي الصَّوتيّة تتحوَّل لصوت نشازٍ لا مُنتهي، لأنَّ الغصّة تكبل حنجرتي، رُبَّما أنساها لَكِن حتماً سأعود للبحث عن شيء يذكرني بك.
أنتَ كُنتَ الإنسان الَّذي حملت التَّبجيل له، كانَ قلبي يرفرف كَالعصفور اتجاهك و كُنتَ تجعل قلبي يرتفع اتجاهك كَموجة مُستَعِدة لتحطيم أيّ شيء.

أعرِف تماماً كيفيّة السَّيطرة على الحرائق بِداخلي ومنع دخانها من الظهور، إنّي أستطيع زرع الابتسامة على وجوه الأشخاص من حولي، أستطيع التَّظاهر بالسعادة بينما يُقام بداخلي حفلة شواء.
لم تتثاقل خطواتك وأنتَ تُعلِن الرَّحيل وأنتَ ترمِي بِأعذارك الواهية على كتفِ القدر.
أخاف أن تتخدر مشاعري اتجاهك وتكون خارج نطاق قلبي، وجودك وغيابك مِثل عدمه ولا يعنيني.
أخاف أن كُلَّ ما جعلتني أعيشه معك هو مجرَّد أكذوبة وَ وقعت ضحيَّة لِحُبّ مُؤذي.
أغفى على تَأَمُّل صورتك واستيقظ وأبدأ صباحي بِها .. بِتَأَمُّل ملامحك الَّتي كانت تمنحني الطُّمأنينة و أصبَحت محفورة بِذاكرتي.
جعلتَ كُلَّ من وقف بِطريقنا أن يكون منتصراً، جعلتني مهزومة أمامهم في كُل مَرَّة كانوا يحشوا عقليّ بِالوسواس ويصفونك بالكاذب كُنتُ أكذبهم جميعاً وأصدق قلبي الَّذي صانك.
جعلتني أمامهم وحيدة، تائهة ومحرجة بعدما كذبتهم جميعاً واتَّضح بِأَنَّهم محقين بكلامهم عنك.
من سيدفع ثمن الضَّياع الَّذي عشته وأنا الَّتي كُنتُ أظُنّ بِأَنِّي خالدة بِأكثر الأماكن أماناً. أخاف أن تَمُرَّ الأيَّام بدونك بلا أن أشعر بثقلها، أخاف أن أعيش ذَلِكَ السَّلام الَّذي يبدو به المرء راضياً عن كُلِّ ما يملك وعمّا فقد.
متى أعود لمعرفتك؟، أعني معرفة الشَّخص الَّذي حينما رأيته قُلت بِأَنَّ قلبي لو ذهبَ خلفه لن أمنعه من الرَّكض.
لطالما كانت جَدَّتي تقول بِأَنَّ وجع القلب يُشبِه يرقة جائعة يجب أن نقوم بإطعامها لتكبر وتنضُّج ثُمّ تتمكَّنُ من الطيران بعيداً..
وجع القلب شفائه بأيدينا .. بِتفضيل سلامنا الدَّاخِلِيّ والابتعاد عن كُل ما يُعَكِّر صَفو راحتنا واختيار المحيطين حولنا بِدِقَّة هذا الشَّيء كَفيل بنبت الورد بِداخلنا.
إنِّي مشتتة تماماً مِثل مجموعة تفرّقوا للبحث عن شخص فأضاعوا طريق العودة إلى أنفسهم.
كيفَ لي أن أعود وألتفت لك وأنتَ مملوء بكمية كبيرة من الأنانيَّة واللامبالاة، صدقني كل مافي الأمر حينَ يشعر المرء لوهلة بِأَنَّه هامش في حياة الآخر الَّذي وهبه عاطفته بِأكملها، يمشي دون إلتفاتة للوراء لِأَنَّ ما إن إلتفت لن يجد شيء له قيمة ولا هناك سبب يدفعه لِلْبَقاء.

إقرأ أيضا:جميلةٌ أنتِ، بقلم : إسراء البرغثي”نص نثري”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
انطفاء روح ، بقلم : شهد محمد الجمزاوي
التالي
عمل أصابع الدجاج المرمشة

اترك تعليقاً