مقالات ونصوص متنوعة

فاتورة مؤجلة ، بقلم: نور الهدى عبد القادر العمران

أمامَ حُزمةِ الأوراقِ المُصفرّةِ
والمظروفِ الفارِغ
تصِيحُ فصولُ الجَليد.

أسنانُ المُسجِّل القديمِ تصطكُّ ببعضها
فتتصدَّعُ.
الألحانُ تتمرَّغُ بالسطوحِ بعبثيّةٍ وفوضويّة.
ووجهكَ ينزَلِقُ على البِلَّور!

الشموعُ تتلوى وظِلُّكَ يكبُر.
والعصفورُ يصدِمُ نفسهُ بالنافذةِ
والريحُ تدوي مِن جديد.

الحياةُ تضحكُ بازدراء
والأحلامُ لمْ تنبُت في أرضِكَ البُور.

صندوقُ البريدِ فارغٌ
لمْ يأتِ منكَ أيُّ ردّ
لكنَّني أستمتعُ بالتخمين!

أنتظر ، وأنتظر
رسائلي مازالتْ رماديةً
ولم تُعانق حتى سطحَ مكتبك!

وعودُكَ انكمشَتْ وتحوَّرَ التوليبُ
أشواكَ سامَّة!
أتأرجحُ بينَ ثقتي وحَذري
لأعودَ وأُثبتَنِي بمشابكِ الغسيلِ
وأغنِّي!

ياطفليَّ ذا الشواربِ
إنَّكَ تتدَفَقُ مِن كُلِّ صوبٍ
تُغرِقُني كموجةٍ
لِتنسَحبَ برفقٍ تاركًا كلَّ شيءٍ مُبللًا.

أستأنفُ أنا صِراعَ وَساوِسِي
ومخاوفِي
وحيرتِي
وأنتَ تُسهِبُ في الغياب.

نكزَةً ، كلمةً
عتابًا ، أو سؤالًا
إرمِ في الهواءِ لِيتدحرَجَ
ثمَّ يسقُطَ..
فيتحركَ الماءُ الراكدُ الذي بيننا!

أسحَبُ كُرسيَّ القَشِّ القَديم
وأقفُ عليه.
أُلقي عليكَ قصائدي
وأنحنِي قليلًا حينَ أنتهي
فيُصفِّقَ وهمِي ، ويهتِفَ باستفاقَتِي!

تخيُلاتكَ عزيزي من النَّوع اللَّزج
تنزَلِقُ بمُجردِ مُحاولتي الإمساكَ بِها!

الخيبةُ تَهمِسُ في أُذُنِ كلِّ الأوجاعِ القديمةِ
لِتبعَثها مِن مَرقَدِها..
في نحيبٍ جماعيّ!

والآن أُدرِكُ أَكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى
أنَّ الفراقَ ليسَ أسوأَ ما يمكنُ أن يَحدُثَ
بينَ قلبينِ متحابيّن.

إقرأ أيضا:حفنة الندم(ج2)،بقلم: روزالينا فؤاد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تخلصي من الذباب نهائيا
التالي
شعوري بندم، بقلم : روان خالد الفاضل ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً